بازگشت

سفر الطاغية الي الكوفة


وسار الخبيث الدنس من البصرة متجها الي الكوفة ليقترف أعظم موبقة لم يقترفها شقي غيره، وقد صحبه من أهل البصرة خمسمائة رجل فيهم عبد الله بن الحارث بن نوفل وشريك بن الاعور الحارثي [1] وهو من اخلص اصحاب الامام الحسين، وقد صحب ابن زياد ليكون عينا عليه، وبتعرف علي خططه، وقد صحب ابن زياد هذا العدد ليستعين بهم علي بث الارهاب، واذاعة الخوف بين الناس والاتصال بزعماء الكوفة لصرفهم عن الثورة. وعلي أي حال فقد أخذ ابن زياد يجذ في السير لا يلوي علي شئ قد واصل السير الي الكوفة مخافة أن يسبقه الحسين اليها، وقد جهد اصحابه، واعياهم المسير فسقط منهم جماعة منهم عبد الله بن الحارث فلم بعبا، ولما ورد القادسية سقط مولاه (مهران) فقال له ابن زياد: " إن امسكت علي هذا الحال فتنظر الي القصر فلك مائة الف ". فقال له مهران: لا والله لا استطيع، ونزيل الطاغية فلبس ثيابا


يمانية وعمامة سوداء وتلثم ليوهم من راه أنه الحسين وسار وحده فدخل الكوفة مما يلي النجف [2] وكان قلبه كجناح طائر من شدة الخوف، ولو كانت عنده مسكة من البسالة والشجاعة لما تنكر وغير بزته، وأوهم علي الناس أنه الحسين.. وقد تذرع الجبان بهذه الوسائل لحماية نفسه، وتنص بعض المصادر انه حبس نفسه عن الكلام خوفا من أن يعرفه الناس فتاخذه سيوفهم.


پاورقي

[1] الطبري 6 / 199.

[2] مقتل الحسين للمقرم (ص 165).