بازگشت

خطبة ابن زياد في البصرة


وتهيا ابن زياد لمغادرة البصرة والتوجه إلي الكوفة، وقبل مغادرته لها جمع الناس، وخطب فيهم خطابا قاسيا جاء فيه: " ان أمير المؤمنين يزيد ولاني الكوفة، وأنا غاد اليها الغداة، فو الله إني ما تقرن بي الصعبة، ولا يقعقع لي بالشنان، واني لنكل لمن عاداني، وسم لمن حاربني، انصف القارة من راماها. يا أهل البصرة قد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان، وإياكم والخلاف والارجاف فو الله الذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لاقتلنه وعرينه [1] ووليه، ولاخذن الادني بالاقصي حتي تسمعوا لي، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق... أنا ابن زياد اشبهه


بين من وطا الحصي، ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم " [2] .

ما أهون سفك الدماء عند اولئك البرابرة الوحوش من ولاة بني أمية!! لقد تحدث الطاغية عن نفسيته الشريرة التي توغلت في الاثم، فهو ياخذ البرئ بالسقيم، والمقبل بالمدبر، والادني بالاقصي، ويقتل علي الظنة والتهمة كما كان يفعل أبوه زياد الذي اشاع القتل في ربوع العراق.


پاورقي

[1] العرين: الجماعة.

[2] الطبري 6 / 200.