بازگشت

اضواء علي الموضوع


واكبر الظن ان رسالة مسلم مع جواب الامام من الموضوعات، ولا نصيب لها من الصحة وذلك لما يلي: 1 - ان مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلي الامام يقع ما بين مكة والمدينة حسب ما نص عليه الحموي [1] في حين أن الرواية تنص علي أنه استاجر الدليلين من يثرب، وخرجوا الي العراق فضلوا عن الطريق، وماتا الدليلان، ومن الطبيعي ان هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق ولم تقع ما بين مكة والمدينة. 2 - انه لو كان هناك مكان يدعي بهذا الاسم يقع ما بين يثرب والعراق لم يذكره الحموي فان السفر منه الي مكة ذهابا وايابا يستوعب زمانا يزيد علي عشرة أيام في حين أن سفر مسلم من مكة الي العراق قد حدده المؤرخون فقالوا: انه سافر من مكة في اليوم الخامس عشر من رمضان، وقدم إلي الكوفة في اليوم الخامس من شوال فيكون مجموع سفره عشرين يوما، وهي أسرع مدة يقطعها المسافر من مكة الي المدينة فان المسافة بينهما تزيد علي الف وستمائة كيلومتر، واذا استثنينا من هذه المدة سفر رسول مسلم من ذلك المكان ورجوعه إليه، فان مدة سفره من مكة إلي الكوفة تكون أقل من عشرة أيام ويستحيل عادة قطع تلك


المسافة بهذه الفترة من الزمن. 3 - ان الامام اتهم مسلما - في رسالته - بالجبن، وهو يناقض توثيقه له من أنه ثقته وكبير أهل بيته، والمبرز بالفضل عليهم، ومع اتصافه بهذه الصفات كيف يتهمه بالجبن؟!. 4 - ان اتهام مسلم بالجبن يتناقض مع سيرته، فقد أبدي هذا البطل العظيم من البسالة والشجاعة النادرة ما يبهر العفول فانه حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة قابلها وحده من دون أن يعينه او يقف الي جنبه أي أحد، وقد أشاع في تلك الجيوش المكثفة القتل مما ملا قلوبهم ذعرا وخوفا ولما جئ به اسيرا إلي ابن زياد لم يظهر عليه أي ذل أو انكسار، ويقول فيه البلاذري انه أشجع بني عقيل وأرجلهم [2] بل هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمة أهل البيت عليهم السلام.. ان هذا الحديث من المفتريات الذي وضع للحط من قيمة هذا القائد العظيم الذي هو من مفاخر الامة العربية والاسلامية.


پاورقي

[1] معجم البلدان 2 / 343.

[2] أنساب الاشراف ق 1 ج 1.