بازگشت

نقمة العراق علي الامويين


وكره العراقيون بصورة عامة حكم الامويين، وبغضوا سلطانهم، وفيما نحسب ان الاسباب في ذلك ما يلي: 1 - ان العراق أيام معاوية أصبح يساس بالروح العسكرية والاحكام العرفية التي يا تتقيد بالقانون خصوصا أيام زياد بن سمية فقد كان ياخذ


البرئ بالسقيم، والمقبل بالمدبر، ويقتل علي الظنة والتهمة، مما أدي إلي اشاعة الكراهية للامويين. 2 - ان الكوفة كانت في عهد الامام أمير المؤمنين (ع) عاصمة الدولة الاسلامية، وفي أيام معاوية أصبحت دمشق العاصمة ومركز الحكم وأصبح العراق مصرا كسائر الامصار، وانتقلت عنه الخزينة المركزية، وقد أخذ الكوفيون يندبون حظهم التعيس بعد تحول الخلافة عنهم وأصبح اسم الامام عندهم رمزا الي دولتهم المفقودة، وتعلقت آمالهم بابناء الامام فكانوا ينظرون إليهم انهم الابطال لاستقلال بلادهم السياسي وتحررها من التبعية لدمشق فقد كره أهل العراق الخضوع لاهل الشام، كما كره أهل الشام الخضوع والسيطرة لاهل العراق وقد صور شاعر الشام هذه النزعة بقوله:



أري الشام تكره ملك العراق

وأهل العراق لهم كارهونا



وقالوا: علي امام لنا

فقلنا: رضينا ابن هند رضينا



وصور شاعر العراق هذه النزعة السائدة عند العراقيين بقوله مخاطبا أهل الشام:



أتاكم علي باهل العراق

وأهل الحجاز فما تصنعونا



فان يكره القوم ملك العراق

فقدما رضينا الذي تكرهونا [1] .



وكانت الثورات المتلاحقة التي قام بها العراق انما هي لكراهية أهل الشام والتخلص من حكم الامويين. 3 - ان السياسة الخاطئة التي تبعها معاوية مع زعماء الشيعة الذين تبنوا القضايا المصيرية للشعب العراقي وكافة الشعوب الاسلامية وما عانوه من القتل والتنكيل قد هزت مشاعر الكوفيين، وأوغرت صدورهم بالحقد


علي الامويين، كما ان سب الامام علي المنابر قد زاد في بغضهم للامويين وأشعل جذوة المعارضة في نفوسهم. 4 - ان الامويين كانوا ينظرون الي أهل الكوفة انهم الجبهة المعارضة لحكمهم وانهم المصدر الخطير الذي يهدد دولتهم فقابلوهم بمزيد من القسوة والارهاب، مما دعي الكوفيين إلي العمل المستمر لمناهضة الحكم الاموي وتقويض سلطانه... هذه بعض الاسباب التي أدت إلي نقمة العراق علي الحكم الاموي وبغضهم له،


پاورقي

[1] الاخبار الطوال (ص 70) طبع ليدن.