بازگشت

جوابه للامام


ورفع يزيد بن مسعود رسالة للامام دلت علي شرفه ولبله، واستجابته لدعوته، وهذا نصها: " أما بعد: فقد وصل إلي كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه، ودعوتني له من الاخذ بحظي من طاعتك، والفوز بنصيبي من نصرتك.. وان الله لم يخل الارض قط من عامل بخير، ودليل علي سبيل نجاة، وانتم حجة الله علي خلقه، ووديعته في أرضه تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وانتم فرعها، فاقدم سعدت باسعد طائر فقد ذلك لك اعناق بني تميم، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الابل الظماء لورود الماء يوم خمسها [1] .

وقد ذلك لك رقاب بني سعد، وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهل برقها فلمع.. ". وحفلت هذه الرسالة بسمو أدبه، وكريم طباعه، وتقديره البالغ للامام، ويقول بعض المؤرخين انها انتهت الي الامام في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته، وهو وحيد فريد قد أحاطت به القوي الغادرة، فلما قرا الرسالة طفق يقول: " ما لك، آمنك الله من الخوف، وارواك يوم العطش الاكبر " ولما تجهز ابن مسعود لنصرة الامام بلغه قتله فجزع لذلك وذابت


نفسه أسي وحسرات [2] .


پاورقي

[1] خمسها: بالکسر الابل الضماء التي ترعي ثلاثة أيام وترد الرابع.

[2] اللهوف (ص 16 - 19).