بازگشت

رسائله الي زعماء البصرة


وكتب الامام الي رؤساء الاخماس بالبصرة يستنهضهم علي نصرته والاخذ بحقه وقد كتب إلي الاشراف ومن بينهم: 1 - مالك بن مسمع البكري 2 - الاحنف بن قيس 3 - المنذر بن الجارود 4 - مسعود بن عمرو


5 - قيس بن الهيثم 6 - عمر بن عبيد الله بن معمر [1] .

وقد أرسل كتابا إليهم بنسخة واحدة وهذا نصه: " أما بعد: فان الله اصطفي محمدا (ص) من خلقه، وأكرمه بنبوته، واختاره لرسالته، ثم قبضه إليه، وقد نصح لعباده، وبلغ ما أرسل به، وكنا أهله وأولياءه وأوصياؤه وورثته، وأحق الناس بمقامه فاستاثر علينا قومنا بذلك، فرضينا، وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه: وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلي كتاب الله وسنة نبيه، فان السنة قد أميتت، والبدعة قد أحببت فان تسمعوا قولي: اهدكم إلي سبيل الرشاد.. " [2] .

والقت هذه الرسالة الاضواء علي الخلافة الاسلامية فهي - حسب تصريح الامام - حق لاهل البيت (ع) لانهم الصق الناس برسول الله (ص) وأكثرهم وعيا لاهدافه إلا أن القوم استاثروا بها، فلم يسع العترة الطاهرة إلا الصبر كراهة للفتنة وحفظا علي وحدة المسلمين... كما حفلت هذه الرسالة بالدعوة إلي الحق بجميع رحابه ومفاهيمه، فدعت إلي احياء كتاب الله وسنة نبيه فان الحكم الاموي عمد إلي اقصائهما عن واقع الحياة... وعلق بعض الكتاب علي دعوة الامام لاهل البصرة لبيعته فقال: " ان رسالة الحسين إلي أهل البصرة ترينا كيف كان يعرف مسؤليته ويمضي معها، فاهل البصرة لم يكتبوا إليه: ولم يدعوه الي بلدهم، كما فعل أهل الكوفة، ومع هذا فهو يكتب إليهم، ويعدهم للمجابهة المحتومة


ذلك أنه حين قرر أن ينهض بتبعات دينه وأمته، كان قراره هذا آتيا من أعماق روحه وضميره، وليس من حركة أهل الكوفة ودعوتهم إياه ". وعلي أي حال فقد بعث الامام كتبه لاهل البصرة بيد مولي له يقال له سليمان، ويكني أبا رزين، وقد جد في السير حتي انتهي الي البصرة فسلم الكتب الي أربابها.


پاورقي

[1] تاريخ ابن الاثير 3 / 268.

[2] تاريخ الطبري 6 / 200.