بازگشت

جواب ابن عباس


وأجابه ابن عباس " أما بعد: فقد ورد كتابك تذكر فيه لحاق الحسين وابن الزبير بمكة، فاما ابن الزبير فرجل منقطع عنا برايه وهواه يكاتمنا مع ذلك اضغانا يسرها في صدره يوري علينا وري الزناد، لافك الله أسيرها فاري في أمره ما انت راء. واما الحسين فانه لما نزل مكة


وترك حرم جده، ومنازل آبائه سالته عن مقدمه فاخبرني ان عمالك بالمدينة أساؤا إليه، وعجلوا عليه بالكلام الفاحش، فاقبل إلي حرم الله مستجيرا به، وسالقاه فيما اشرت إليه، ولن أدع النصيحة فيما يجمع الله به الكلمة، ويطفئ به النائرة ويخمد به الفتنة، ويحقن به دماء الامة، فاتق الله في السر والعلانية، ولا تبيتن ليلة وأنت تريد لمسلم غائلة، ولا ترصده بمظلمة، ولا تحقر له مهراة [1] فكم من حافر لغيره حفرا وقع فيه، وكم من مؤمل أملا لم يؤت أمله، وخذ بحظك من تلاوة القران، ونشر السنة، وعليك بالصيام والقيام لا تشغلك عنهما ملاهي الدنيا وأباطيلها فان كل ما اشتغلت به عن الله يضر ويفني وكل ما اشتغلت به من أسباب الاخرة ينفع ويبقي. والسلام... " [2] .


پاورقي

[1] المهراة: الحفرة.

[2] تذکرة الخواص (ص 248 - 250) تاريخ ابن عساکر 13 / 70.