بازگشت

قلق يزيد


واضطرب يزيد كاشد ما يكون الاضطراب حينما وافته الانباء بامتناع الحسين عن بيعته وهجرته إلي مكة، واتخاذها مركزا لدعوته، وارسال العراق الوفود والرسائل إلي الدعوة لبيعته، فكتب إلي عبد الله بن عباس رسالة، وهذا نصها: " أما بعد: فان ابن عمك حسينا، وعدو الله ابن الزبير التويا ببيعتي ولحقا بمكة مرصدين للفتنة، معرضين أنفسهما للهلكة، فاما ابن الزبير فانه صريع الفنا، وقتيل السيف غدا، وأما الحسين فقد أحببت الاعذار إليكم أهل البيت مما كان منه، وقد بلغني أن رجالا من شعيته من أهل العراق يكاتبونه، ويكاتبهم، ويمنونه الخلافة، ويمنيهم الامرة، وقد تعلمون ما بيني وبينكم من الوصلة وعظيم الحرمة ونتائج الارحام، وقد قطع ذلك الحسين، وبته، وأنت زعيم أهل بيتك، وسيد بلادك، فالقه فاردده عن السعي في الفتنة، فان قبل منك وأناب فله عندي الامان، والكرامة الواسعة، وأجري عليه ما كان أبي يجريه علي أخيه وإن طلب الزيادة فاضمن له ما أديك، وأنفذ ضمانك، وأقوم له بذلك


وله علي الايمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة بما تطمئن به نفسه، ويعتمد في كل الامور عليه، عجل بجواب كتابي، وبكل حاجة لك قبلي والسلام وختم كتابه بهذه الابيات:



يا أيها الراكب العادي مطيته

علي غذافرة في سيرها فحم



ابلغ قريشا علي ناي المزار بها

بيني وبين الحسين الله والرحم



وموقف بفنا البيت أنشده

عهد الاله غدا وما توفي به الذمم



عنيتم قومكم فخرا بامكم

أم لعمري حصان عفة كرم



هي التي لا يداني فضلها أحد

بنت الرسول وخير الناس قد علموا



اني لاعلم أو ظنا كعالمه

والظن يصدق أحيانا فينتظم



ان سوف يترككم ما تدعون بها

قتلي تهاداكم العقبان والرخم



يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت

وامسكوا بحبال السلم واعتصموا



قد جرب الحرب من قد كان قبلكم

من القرون وقد بادت بها الامم



فانصفوا قومكم لا تهلكوا برحا

فرب ذي برح زلت به القدم



ودلت هذه الرسالة علي غباوة يزيد فقد حسب ان الامام يطلب المال والثراء في خروجه عليه، ولم يعلم أنه انما ناهضه لا يبغي بذلك إلا الله والتماس الاجر في الدار الاخرة.