بازگشت

مع عبدالله بن مطيع


واستقبله في أثناء الطريق عبد الله بن مطيع العدوي، فقال له:

- أين تريد أبا عبد الله، جعلني الله فداك؟ - اما في وقني هذا أريد مكة، فاذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك. - خار الله لك، يا ابن بنت رسول الله فيما قد عزمت عليه، اني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني. - ما هي؟


- اذا أتيت مكة فاحذر أن يغرك أهل الكوفة، فيها قتل أبوك واخوك طعنوه بطعنة كادت أن تاني علي نفسه، فالزم الحرم فانك سيد العرب في دهرك " فو الله لئن هلكت ليهلكن اهل بيتك بهلاكك ". وشكره الامام وودعه ودعاله بخير [1] وسار موكب الامام يجد السير لا يلوي علي شئ حتي انتهي إلي مكة فلما نظر الامام إلي جبالها تلا قوله تعالي: " ولما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي أن يهديني سواء السبيل " [2] .


لقد كانت هجرته إلي مكة كهجرة موسي إلي مدين، فكل منهما قد فر من فرعون زمانه، وهاجر لمقاومة الظلم ومناهضة الطغيان.


پاورقي

[1] المنتظم لابن الجوزي الجزء الخامس، الفتوح 5 / 34 وجاء في تاريخ ابن عساکر 13 / 55 ان الحسين مر بابن مطيع وهو يحفر بئرا، فقال له: إلي اين فداک أبي وأمي، فقال له: أردت مکة، وذکر له کتب أهل الکوفة إليه، فقال ابن مطيع: فداک ابي وامي متعنا بنفسک ولا تسر إليهم، فابي الحسين ثم قال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رسحتها وهذا اليوم أوان تمامها قد خرج إلينا في الدلو شئ من مائها، فلو دعوت الله لنا فيها بالبرکة، فقال (ع): هات من مائها فاتاه منه فشرب منه، وتمضمض ورده في البئر فعذب ماؤها، وجاء في وسيلة المال في عد مناقب الال (ص 185) لصفي الدين: ان عبد الله لقي الحسين فقال له: جعلت فداک أين تريد؟ فقال: أما الان فمکة، وأما بعدها فاستخير الله، فقال: خار الله لک وجعلنا فداک الزم الحرم فانک سيد العرب لا يعدل بک أهل الحجاز احدا، وتتداعي إليک الناس من کل جانب، لا تفارق الحرم فداک عمي وخالي، فو الله ان هلکت لنسترقن بعدک.

[2] الفتوح 5 / 37.