بازگشت

التضحية باهل بيته


وأقدم أبو الشهداء (ع) علي أعظم تضحية لم يقدمها أي مصلح اجتماعي في الارض، فقد قدم أبناؤه وأهل بيته وأصحابه فداءا لما يرتايه ضميره من تعميم العدل واشاعة الحق والخير بين الناس. وقد خطط هذه التضحية، وآمن بانها جزء من رسالته الكبري، وقد أذاع ذلك وهو في يثرب حينما خفت إليه السيدة أم سلمة زوج النبي تعذله عن الخروج، فاخبرها عن قتله وقتل أطفاله.. وقد مضي إلي ساحات الجهاد وهو متسلح بهذا الايمان، فكان يشاهد الصفوة من أصحابه الذين هم من أنبل من عرفتهم الانسانية في ولائهم للحق، وثم يتسابقون إلي المنية بين يديه، ويري الكواكب من أهل بيته وأبنائه، وهم في غضارة العمر وريعان الشباب، وقد تناهبت أشلاءهم السيوف والرماح، فكان يامرهم بالثبات والخلود إلي الصبر قائلا: " صبرا يا بني عمومني، صبرايا أهل بيتي لا رايتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا!! ". واهتزت الدنيا من هول هذه التضحية التي تمثل شرف العقيدة، وسمو القصد وعظمته المبادئ التي ناضل من أجلها، وهي - من دون شك - ستبقي قائمة علي ممر القرون والاجيال، تضئ للناس الطريق، وتمدهم باروع الدروس عن التضحية في سبيل الحق والواجب.