بازگشت

التضحية بنفسه


واعلن الامام (ع) عن عزمه علي التضحية بنفسه، فاذاع ذلك في مكة فاخبر المسلمين ان أوصاله سوف تتقطع بين النواويس وكربلا، وكان في أثناء مسيرته الي العراق يتحدث عن مصرعه، ويشابه بينه وبين أخيه يحيي بن زكريا وان راسه الشريف سوف يرفع إلي بغي من بغايا بني أمية كما رفع راس يحيي إلي بغي من بغايا بني اسرائيل. لقد صمم علي الموت واستهان بالحياة من أجل أن ترتفع راية الحق وتعلو كلمة الله في الارض وبقي صامدا علي عزمه الجبار فلم يرتهب حينما أحاطت به الجيوش الهائلة وهي تبيد أهل بيته وأصحابه في مجزرة رهيبة اهتز من هولها الضمير الانساني، وقد كان في تلك المحنة الحازبة من أربط الناس جاشا، وأمضاهم جنانا، فلم ير قلبه ولا بعده شبيها له في شدة باسه وقوة عزيمته، كما لا يعرف التاريخ في جميع مراحله تضحية أبلغ أثرا في


حياة الناس من تضحيته عليه السلام فقد بقيت صرخة مدوية في وجوه الظالمين والمتسبدين.