بازگشت

الامر بالمعروف


ومن أوكد الاسياب التي ثار من أجلها أبي الضيم (ع) اقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانهما من مقومات هذا الدين، والامام بالدرجة الاولي مسؤول عنهما. وقد أدلي (ع) بذلك في وصيته لاخيه ابن الحنفية التي اعلن فيها عن اسباب خروجه علي يزيد، فقال (ع) " اني لم اخرج أشرا، ولا بطرا، ولا ظالما، ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر ". لقد انطلق (ع) الي ميادين الجهاد ليقيم هذا الصرح الشامخ الذي بنيت عليه الحياة الكريمة في الاسلام، وقد انهارت دعائمة أيام الحكم الاموي فقد أصبح المعروف في عهدهم منكرا، والمنكر معروفا، وقد


انكر عليهم الامام في كثير من المواقف، والتي كان منها خطابه الرائع امام المهاجرين والانصار، فقد شجب فيه تخاذلهم عن نصرة الحق و دحض الباطل، وايثارهم للعافية، وقد ذكرناه في الحلقة الاولي من هذا الكتاب. ومما قاله (ع) في هذا المجال امام اصحابه واهل بيته يوم الطف: " الا ترون الي الحق لا يعمل به، وإلي الباطل لا يتناهي عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه " لقد آثر الموت علي الحياة، لانه يري الحق قد تلاشي والباطل قد استشري.