بازگشت

صيانة الخلافة


ومن المع الاسباب التي ثار من أجلها الامام الحسين (ع) تطهير الخلافة الاسلامية من أرجاس الامويين الذين نزوا عليها بغير حق.. فلم تعد الخلافة - في عهدهم كما يريدها الاسلام - وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي بين الناس، والقضاء علي جميع أسباب التخلف والفساد في الارض. لقد اهتم الاسلام اهتماما بالغا بشان الخلافة باعتبارها القاعدة الصلبة لاشاعة الحق والعدل بين الناس، فاذا صلحت نعمت الامة باسرها،


واذا انحرفت عن واجباتها فان الامة تصاب بتدهور سريع في جميع مقوماتها الفكرية والاجتماعية... ومن ثم فقد عني الاسلام في شانها أشد ما تكون العناية، فالزم من يتصدي لها بان تتوفر فيه النزعات الخيرة والصفات الشريفة من العدالة والامانة، والخبرة بما تحتاج إليه الامة في مجالاتها الاقتصادية والادارية والسياسية، وحرم علي من فقد هذه الصفات أن يرشح نفسه للخلافة.. وقد تحدث (ع) في أولي رسائله الي أهل الكوفة عن الصفات التي يجب أن تتوفر فيمن يرشح نفسه الي امامة المسلمين وادارة شؤونهم قال (ع): " فلعمري ما الامام إلا العامل بالكتاب، والاخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه علي ذات الله " [1] .

فمن تخلي بهذه الصفات كان له الحق في تقديم نفسه لامامة المسلمين وخلافتهم، ومن لم يتصف بها فلا حق له في التصدي لهذا المركز الخطير الذي كان يشغله الرسول (ص)... ان الخلافة الاسلامية ليست مجرد سلطة زمينة علي الامة، وانما هي نيابة عن الرسول (ص) وامتداد ذاتي لحكومته المشرقة. وقد راي الامام الحسين أن مركز جده قد صار الي سكير مستهتر لا يعي الا شهواته ورغباته، فثار (ع) ليعيد للخلافة الاسلامية كيانها المشرق وماضيها الزاهر.



پاورقي

[1] الطبري 6 / 197.