بازگشت

محمد عبدالباقي


وتحدث الاستاذ محمد عبد الباقي سرور عن المسؤولية الدينية والاجتماعية اللتين تحتمان علي الامام القيام بمناهضة حكم يزيد قال:


" لو بايع الحسين يزيد الفاسق المستهتر، الذي اباح الخمر والزنا وحط بكرامة الخلافة الي مجالسة الغانيات، وعقد حلقات الشراب في مجلس الحكم، والذي البس الكلاب والقرود خلاخل من ذهب، ومئات الالوف من السلمين صرعي الجوع، والحرمان. لو بايع الحسين يزيد أن يكون خليفة لرسول الله (ص) علي هذا الوضع لكانت فتيا من الحسين باباحة هذا للمسلمين، وكان سكوته هذا أيضا رضي، والرضا من ارتكاب المنكرات ولو بالسكوت اثم وجريمة في حكم الشريعة الاسلامية.. والحسين بوضعه الراهن في عهد يزيد هو الشخصية المسؤولة في الجزيرة العربية بل في البلاد الاسلامية كافة عن حماية التراث الاسلامي لمكانته في المسلمين، ولقرابته من رسول رب العالمين، ولكونه بعد موت كبار المسلمين كان أعظم المسلمين في ذلك الوقت علما ورهدا وحسبا ومكانة. فعلي هذا الوضع أحسن بالمسؤولية تناديه وتطلبه لا يقاف المنكرات عند حدها، ولا سيما ان الذي يضع هذه المنكرات ويشجع عليها هو الجالس في مقعد رسول الله (ص) هذا أولا: وثانيا: انه (ع) جاءته المبايعات بالخلافة من جزيرة العرب، وجاءه ثلاثون الفا من الخطابات من ثلاثين الف من العراقيين من سكان البصرة والكوفة يطلبون فيها منه الشخوص لمشاركتهم في محاربة يزيد بن معاوية، وألحوا تكرار هذه الخطابات حتي قال رئيسهم عبد الله بن الحصين الازدي: يا حسين سنشكوك الي الله تعالي يوم القيامة اذا لم تلب طلبنا، وتقوم بنجدة الاسلام، وكيف والحسين ذو حمية دينية ونخوة اسلامية، والمفاسد تتري أمام عينيه، كيف لا يقوم بتلبية النداء، وعلي هذا الوضع لبي النداء، كما تامر به الشريعة الاسلامية، وتوجه نحو العراق " [1] .


وهذا الراي وثيق للغاية فقد شفع بالادلة الشرعية التي حملت الامام مسؤولية الجهاد والخروج علي حكم طاغية زمانه.


پاورقي

[1] الثائر الاول في الاسلام (ص 79).