بازگشت

الحسين مع مروان


والتقي أبي الضيم في أثناء الطريق بمروان بن الحكم في صبيحة تلك الليلة التي اعلن فيها رفضه لبيعة يزيد، فبادره مروان قائلا:


" اني ناصح، فاطعني ترشد وتسدد.. ". " وما ذاك يا مروان؟ ". " اني آمرك ببيعة امير المؤمنين يزيد فانه خير لك في دينك ودنياك. " والتاع كاشد ما تكون اللوعة واسترجع، وأخذ يرد علي مقالة مروان ببليغ منطقه قائلا: " علي الاسلام السلام، إذ قد بليت الامة براع مثل يزيد، ويحك يا مروان!! أتامرني ببيعة يزيد، وهو رجل فاسق: لقد قلت: شططا من القول.. لا الومك علي قولك، لانك اللعين الذي لعنك رسول الله (ص) وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص وأضاف الامام يقول: " إليك عني يا عدو الله!! فانا أهل البيت رسول الله (ص) والحق فينا، وبالحق تنطق ألسنتنا، وقد سمعت رسول الله (ص) يقول: الخلافة محرمة علي آل أبي سفيان، وعلي الطلقاء وابناء الطلقاء، وقال: اذا رايتم معاوية علي منبري فابقروا بطنه، فوالله لقد راه أهل المدينة علي منبر جدي فلم يفعلوا ما أمروا به.. ": وتميز الخبيث الدنس مروان غيظا وغضبا، واندفع يصيح: " والله لا تفارقني أو تبايع ليزيد صاغرا فانكم آل أبي تراب، قد اشربتم بغض آل أبي سفيان، وحق عليكم أن تبغضوهم، وحق عليهم أن يبغضوكم " وصاح به الامام: " إليك عني فانك رجس، وأنا من أهل بيت الطهارة الذين انزل الله فيهم علي نبيه (ص): " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ". ولم يطق مروان الكلام، وقد تحرق ألما وحزنا، فقال له الامام: " ابشر يابن الزرقاء بكل ما تكره من الرسول (ص) يوم تقدم


علي ربك فيسالك جدي عن حقي وحق يزيد.. ". وانصرف مروان مسرعا الي الوليد فاخبره بمقالة الحسين له [1] .


پاورقي

[1] الفتوح: 5 / 24.