بازگشت

راي مروان


واشار مروان علي الوليد فقال له: ابعث إليهم في هذه الساعة فتدعوهم الي البيعة والدخول في طاعة يزيد، فان فعلوا قبلت ذلك منهم، وان ابوا قدمهم، واضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت معاوية، فانهم إن عملوا ذلك وثب كل رجل منهم فاظهر الخلاف، ودعا إلي نفسه، فعند ذلك اخاف أن ياتيك من قبلهم مالا قبل لك به، الا عبد الله بن عمر فانه لا ينازع في هذا الامر أحدا... مع اني اعلم ان الحسين بن علي لا يجيبك إلي بيعة يزيد، ولا يري له عليه طاعة، ووالله لو كنت في وضعك لم اراجع الحسين بكلمة واحدة حتي أضرب رقبته كاننا في ذلك ما كان. وعظم ذلك علي الوليد وهو احنك بني أمية وأملكهم لعقله ورشده فقال لمروان: " يا ليت الوليد لم يولد ولم يك شيئا مذكورا. ".


فسخر منه مروان وراح يندد به قائلا: " لا تجزع مما قلت لك: فان آل أبي تراب هم الاعداء من قديم الدهر ولم يزالوا وهم الدين قتلوا الخليفة عثمان بن عفان، ثم ساروا إلي أمير المؤمنين - يعني معاوية - فحاربوه... ". ونهره الوليد فقال له: " ويحك يا مروان عن كلامك هذا، واحسن القول في ابن فاطمة فانه بقية النبوة " [1] .

واتفق رايهم علي استدعاء القوم، وعرض الامر عليهم للوقوف علي مدي تجاوبهم مع السلطة في هذا الامر.


پاورقي

[1] الفتوح 5 / 12 - 13.