بازگشت

حكومة يزيد


وتسلم يزيد بعد هلاك أبيه قيادة الدولة الاسلامية، وهو في غضارة العمر، لم تهذبه الايام ولم تصقله التجارب، وانما كان - فيما اجمع عليه المؤرخون - موفور الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء وكلاب الصيد وممعنا كل الامعان في اقتراف المنكر والفحشاء، ولم يكن حين هلاك أبيه في دمشق، وانما كان في رحلات الصيد في حوارين الثنية [1] فارسل إليه الضحاك بن قيس رسالة يعزيه فيها بوفاة معاوية، ويهنئه بالخلافة، ويطلب منه الاسراع الي دمشق ليتولي أزمة الحكم، وحينما قرا الرسالة اتجه فورا نحو عاصمته في ركب من أخواله، وكان ضخما كثير الشعر، وقد شعث في الطريق وليس عليه عمامة، ولا منقلدا بسيف، فاقبل الناس يسملون عليه، ويعزونه، وقد عابوا عليه ما هو فيه، وراحوا يقولون: " هذا الاعرابي الذي ولاه معاوية أمر الناس، والله ساله عنه " [2] .

واتجه نحو قبر أبيه فجلس عنده وهو باك العين، وانشا يقول:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فاوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا لك الويل ماذا في كتابكم

قال الخليفة أمسي مدنفا وجعا [3] .



ثم سار متجها نحو القبة الخضراء في موكب رسمي تحف به علوج أهل الشام واخواله وسائر بني أمية.



پاورقي

[1] الفتوح 4 / 265.

[2] تاريخ الاسلام للذهبي 1 / 267.

[3] تاريخ ابن الاثير 3 / 261.