بازگشت

اغتيال الشخصيات الاسلامية


وراي معاوية انه لا يمكن باي حال تحقيق ما يصبوا اليه من تقليد ولده الخلافة مع وجود الشخصيات الرفيعة التي تتمتع باحترام بالغ في نفوس المسلمين فعزم علي القيام باغتيالهم ليصفوله الجو فلا يبقي أمامه أي مزاحم


وقد قام باغتيال الذوات التالية: 1 - سعد بن أبي وقاص ولسعد المكانة العليا في نفوس الكثيرين من المسلمين فهو أحد اعضاء الشوري وفاتح العراق، وقد ثقل مركزه علي معاوية فدس إليه سما فمات منه [1] .

2 - عبد الرحمن بن خالد واخلص اهل الشام لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأحبوه كثيرا وقد شاورهم معاوية فيمن يعقد له البيعة بعد وفاته، فقالوا له: رضينا بعبد الرحمن بن خالد، فشق ذلك عليه وأسرها في نفسه، ومرض عبد الرحمن، فامر معاوية طبيبا يهوديا كان مكينا عنده ان ياتيه للعلاج فيسقيه سقية تقتله، فسقاه الطبيب فمات علي اثر ذلك [2] .

3 - عبد الرحمن بن ابي بكر وكان عبد الرحمن بن أبي بكر من اقوي العناصر المعادية لبيعة معاوية لولده، وقد انكر عليه ذلك، وبعث إليه معاوية بمائة الف درهم فردها عليه، وقال: لا ابيع ديني بدنياي ولم يلبث أن مات فجاة بمكة [3] .

وتعزو المصادر سبب وفاته الي أن معاوية دس اليه سما فقتله.


4 - الامام الحسن وقام معاوية باقتراف أعظم جريمة واثم في الاسلام، فقد عمد إلي اغتيال سبط النبي (ص) وريحانته الامام الحسن (ع) الذي عاهده بان يكون الخليفة من بعده... ولم يتحرج الطاغية من هذه الجريمة في سبيل انشاء دولة أموية تنتقل بالوارثة إلي أبنائه واعقابه، وقد وصفه " الميجر اوزبورن " بانه مخادع وذا قلب خال من كل شفقة، وانه كان لا يتهبب من الاقدام علي أية جريمة من أجل أن يضمن مركزه فالقتل احدي وسائله لازالة خصومه وهو الذي دبر تسميم حفيد الرسول (ص) كما تخلص من مالك الاشتر قائد علي بنفس الطريقة [4] .

وقد استعرض الطاغية السفاكين ليعهد إليهم القيام باغتيال ريحانة النبي (ص) فلم ير أحدا خليقا بارتكاب الجريمة سوي جعيدة بنت الاشعث فانها من بيت قد جبل علي المكر وطبع علي الغدر والخيانة، فارسل الي مروان بن الحكم سما فاتكا كان قد جلبه من ملك الروم، وأمره بان يغري جعيدة بالاموال، وزواج ولده يزيد اذا استجابت له، وفاوضها مروان سرا، ففرحت، فاخذت منه السم، ودسته للامام وكان صائما في وقت ملتهب من شدة الحر، ولما وصل إلي جوفه تقطعت أمعاؤه، والتفت الي الخبيثة فقال لها: " قتلتيني قتلك الله، والله لا تصيبن مني خلفا، لقد غرك - يعني معاوية - وسخر منك يخزيك الله، ويخزيه. ". وأخذ حفيد الرسول (ص) يعاني الالام الموجعة من شدة السم،


وقد ذيلت نضارته واصفر لونه، حتي وافاه الاجل المحتوم، وقد ذكرنا تفصيل وفاته مع ما رافقها من الاحداث في كتابنا (حياة الامام الحسن)


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين (ص 29).

[2] الاستيعاب.

[3] المصدر نفسه.

[4] روح الاسلام (ص 295).