بازگشت

ايقاع الخلاف بين الامويين


واتبع معاوية سياسة التقريق بين الامويين حتي يصفو الامر لولده يزيد، فقد عزل عامله علي يثرب سعيد بن العاص، واستعمل مكانه مروان بن الحكم، ثم عزل مروان واستعمل سعيدا مكانه، وأمره بهدم داره، ومصادرة أمواله، فابي سعيد من تنفيذ ما أمره به معاوية فعزله، وولي مكانه مروان، وأمره بمصادرة أموال سعيد وهدم داره فلما هم مروان بتنفيذ ما عهد إليه أقبل إليه سعيد وأطلعه علي كتاب معاوية في شانه فامتنع مروان من القيام بما أمره معاوية، وكتب سعيد الي معاوية رسالة يندد فيها بعمله وقد جاء فيها: " العجب مما صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا له أن يضغن بعضنا


علي بعض.. فامير المؤمنين في حمله وصبره علي ما يكره من الاخبثين، وعفوه وادخاله القطيعة بنا، والشحناء وتوارث الاولاد ذلك " [1] .

وعلق عمر ابو النصر علي سياسة التفريق التي تبعها معاوية مع اسرته بقوله: " إن سبب هذه السياسة هو رغبة معاوية في ايقاع الخلاف بين اقاربه الذين يخشي نفوذهم علي يزيد من بعده فكان يضرب بعضهم ببعض حتي يظلوا بحاجة إلي عطفه وعنايته. " [2] .


پاورقي

[1] الطبري 4 / 18.

[2] السياسة عند العرب (ص 98) لعمر ابو النصر.