بازگشت

عبدالرحمن


وكان عبد الرحمن العنزي من خيار الشيعة وقد وقع في قبضة جلاوزة


زياد فطلب منهم مواجهة معاوية لعله أن يعفو عنه فاستجابوا له وارسلوه مخفورا الي دمشق فلما مثل عند الطاغية قال له: " إيه أخا ربيعة ما تقول في علي؟... " " دعني ولا تسالني فهو خير لك... " " والله لا ادعك.. " فانبري البطل الفذ يدلي بفضائل الامام، ويشيد بمقامه قائلا: أشهد انه كان من الذاكرين الله كثيرا، والامرين بالحق، والقائمين بالقسط، والعافين عن الناس " " والتاع معاوية فعرج نحو عثمان لعله أن ينال منه فيستحل اراقة دمه فقال له: " ما قولك في عثمان؟ " فاجابه عن انطباعاته عن عثمان، فغاظ ذلك معاوية وصاح به: " قتلت نفسك " بل اياك قتلت، ولا ربيعة بالوادي. " وظن عبد الرحمن أن اسرته ستقوم بحمايته وانقاذه، فلم ينبر إليه احد ولما أمن منهم معاوية بعثه الي الطاغية زياد، وأمره بقتله فبعثه زياد الي " قس الناطف " [1] فدفنه وهو حي [2] .

لقد رفع هذا البطل العظيم راية الحق، وحمل معول الهدم علي قلاع الظلم والجور، واستشهد منافحا عن اقدس قضية في الاسلام. هؤلاء بعض الشهداء من اعلام الشيعة الذين حملوا مشعل الحرية، واضاؤا الطريق لغيرهم من الثوار الذين اسقطوا هيبة الحكم الاموي، وعملوا علي انقاضه.



پاورقي

[1] قس الناطف: موضع قريب من الکوفة.

[2] الطبري 6 / 155.