رشيد الهجري
وفي فترات المحنة الكبري التي منيت بها الشيعة في عهد ابن سمية تعرض رشيد الهجري لانواع المحن والبلوي فقد بعث زياد شرطته إليه فلما مثل عنده صاح به " ما قال لك خليلك - يعني عليا - انا فاعلون بك؟.. " فاجابه بصدق وايمان: " تقطعون يدي ورجلي، وتصلبوني " وقال الخبيث مستهزءا وساخرا: " اما والله لاكذبن حديثه، خلوا سبييله. " وخلت الجلاوزة سراحه، وندم الطاغية فامر باحضاره فصاح به: " لا نجد شيئا اصلح مما قال صاحبك: إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه " وبادر الجلادون فقطعوا يديه ورجليه، وهو غير حافل بما يعانيه من الالام، ويقول المؤرخون: انه اخذ يذكر مثالب بني امية، ويدعو الي ايقاظ الوعي والثورة، مما غاظ ذلك زيادا فامر بقطع
لسانه [1] الذي كان يطالب بالحق والعدل، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين.
پاورقي
[1] سفينة البحار 1 / 522.