بازگشت

التحرج من ذكر الامام


واسرف الحكم الاموي الي حد بعيد في محاربة الامام امير المؤمنين (ع) فقد عهد بقتل كل مولود يسمي عليا، فبلغ ذلك علي بن رياح فخاف، وقال: لا اجعل في حل من سماني عليا فان اسمي علي - بضم العين - [1] .

ويقول المؤرخون: ان العلماء والمحدثين تحرجوا من ذكر الامام علي والرواية عنه خوفا من بني أمية فكانوا اذا ارادوا أن يرووا عنه يقولون:


" روي أبو زينب " [2] وروي معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): " إن الله عز وجل منع بني اسرائيل قطر السماء لسوء رايهم في انبيائهم، واختلافهم في دينهم، وانه اخذ علي هذه الامة بالسنين، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن ابي طالب ". قال معمر: حدثني الزهري في مرضة مرضها، ولم اسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها فلما ابل من مرضه ندم علي حديثه لي وقال: " يا يماني اكتم هذا الحديث، واطوه دوني فان هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون احدا في تقريض علي وذكره. " قال معمر: " فما بالك عبت عليا مع القوم، وقد سمعت الذي سمعت؟.. " قال الزهري: " حسبك يا هذا انهم اشركونا مهمامهم فاتبعناهم في اهوائهم.. " [3] .

وقد امتحن المسلمون امتحانا عسيرا في مودتهم للامام وتحرجوا اشد التحرج في ذلك، يقول الشعبي: " ما ذا لقينا من علي إن احببناه ذهبت دنيانا وان ابغضناه ذهب ديننا " ويقول الشاعر:



حب علي كله ضرب

يرجف من تذكاره القلب



هذه بعض المحن التي عاناها المسلمون في مودتهم لاهل البيت (ع) التي هي جزء من دينهم.



پاورقي

[1] تهذيب التهذيب 7 / 319.

[2] شرح النهج 11 / 14.

[3] مناقب ابن المغازلي رقم الحديث (149).