بازگشت

ستر فضائل أهل البيت


وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل آل البيت (ع) وستر ماثرهم عن المسلمين، وعدم اذاعة ما أثر عن النبي (ص) في فضلهم، يقول المؤرخون: إنه بعد عام الصلح حج بيت الله الحرام فاجتاز علي جماعة فقاموا إليه تكريما ولم يقم إليه ابن عباس، فبادره معاوية قائلا: يابن عباس ما منعك من القيام؟ كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين!! يابن عباس إن ابن عمي عثمان قتل مظلوما.! فرد عليه ابن عباس ببليغ منطقه قائلا: - فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما، فسلم الامر الي ولده، وهذا ابنه - واشار الي عبد الله بن عمر - اجابه معاوية بمنطقه الرخيص. " إن عمر قتله مشرك.. " فانبري ابن عباس قائلا: - فمن قتل عثمان؟


- قتله المسلمون. وامسك ابن عباس بزمامه فقال له: " فذلك ادحض لحجتك إن كان المسلمون قتلوه وخذاوه فليس الا بحق " ولم يجد معاوية مجالا للرد عليه، فسلك حديثا آخر أهم عنده من دم عثمان فقال له: " إنا كتبنا الي الافاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يابن عباس " فانبري ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حجته يسدد سهاما لمعاوية قائلا: - فتنهانا عن قراءة القران؟ - لا - فتنهانا عن تاويله؟ - نعم - فتقراه ولا نسال عما عني الله به؟ - نعم - فايهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ - العمل به. - فكيف نعمل به حتي نعلم ما عني الله بما أنزل علينا؟ - سل عن ذلك ممن يتاوله علي غير ما تتاوله أنت وأهل بيتك. - انما نزل القران علي اهل بيتي، فاسال عنه آل ابي سفيان وآل ابي معيط؟!! - فاقراوا القران، ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم، ومما قاله رسول الله (ص) فيكم، وارووا ما سوي ذلك.


وسخر منه ابن عباس، وتلا قوله تعالي: " يريدون أن يطفؤا نور الله بافواههم، ويابي الله ان يتم نوره ولو كره الكافرون ". وصاح به معاوية: " اكفني نفسك، وكف عني لسانك، وإن كنت فاعلا فليكن سرا، ولا تسمعه أحدا علانية... " [1] .

ودلت هذه المحاورة علي عمق الوسائل التي اتخذها معاوية في مناهضته لاهل البيت، واخفاء ماثرهم. وبلغ الحقد بمعاوية علي الامام أنه لما ظهر عمرو بن العاص بمصر علي محمد بن ابي بكر، وقتله استولي علي كتبه ومذكراته وكان من بينها عهد الامام له، وهو من اروع الوثائق السياسية، فرفعه ابن العاص الي معاوية فلما راه قال لخاصته: إنا لا نقول هذا من كتب علي بن ابي طالب ولكن نقول: هذا من كتب ابي بكر التي كانت عنده [2] .


پاورقي

[1] حياة الامام الحسن 2 / 343.

[2] شرح النهج 2 / 28.