بازگشت

حديث مفتعل علي الحسين


من الاحاديث الموضوعة علي الامام الحسين ما روي أنه وفد علي معاوية زائرا في يوم الجمعة وكان قائما علي المنبر خطيبا فقال له رجل من القوم ائذن للحسين يصعد المنبر فقال له معاوية: ويلك دعني افتخر، ثم حمدالله وأنثي عليه، ووجه خطابه للحسين قائلا له: - سالكتك يا أبا عبد الله أليس أنا ابن بطحاء مكة؟ - اي والذي بعث جدي بشيرا. - سالتك يا أبا عبد الله أليس أنا خال المؤمنين؟ - اي والذي بعث جدي نبيا.


- سالتك يا أبا عبد الله أليس أنا كاتب الوحي؟ - اي والذي بعث جدي نذيرا. ثم نزل معاوية عن المنبر، فصعد الحسين فحمد الله بمحامد لم يحمده الاولون والاخرون بمثلها ثم قال: حدثني أبي عن جدي عن جبرائيل عن الله تعالي ان تحت قائمة كرسي العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا شيعة آل محمد لا ياتي أحدكم يوم القيامة الا ادخله الله الجنة ". فقال له معاوية: سالتك يا أبا عبد الله من شيعة آل محمد؟ فقال عليه السلام: الذين لا يشتمون الشيخين أبا بكر وعمر، ولا يشتمون عثمان ولا يشتمونك يا معاوية. وعلق الحافظ ابن عساكر علي هذا الحديث بقوله: " هذا حديث منكر ولا أري سنده متصلا الي الحسين [1] .

وقد امتحن المسلمون امتحانا عسيرا بهذه الموضوعات التي دونت في كتب السنة، وظن الكثيرون من المسلمين أنها حق، فاضفوا علي معاوية ثوب القداسة، وألحقوه بالرعيل الاول من الصحابة المتحرجين في دينهم وهم من دون شك لو علموا واقعها لتبرؤا منها - كما يقول المدايني - [2] .

ولم تقتصر الموضوعات علي تقديس معاوية والحط من شان أهل البيت (ع) وانما تدخلت في شؤون الشريعة فالصقت بها المتناقضات والمستحيلات مما شوهت الواقع الاسلامي وأفسدت عقائد المسلمين.



پاورقي

[1] تاريخ ابن عساکر 4 / 313.

[2] شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 3 / 16.