بازگشت

تغيير الواقع الاسلامي


وعمد معاوية الي تغيير الواقع الاسلامي المشرق الذي تبني الحركات النضالية والقضايا المصيرية لجميع الشعوب، فاهاب بالمسلمين أن لا يقروا علي كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، وقد تبني هذا الشعار المقدس الصحابي العظيم ابو ذر الغفاري الذي فهم الاسلام، عن واقعه، فرفع راية الكفاح في وجه الحكم الاموي، وطالب عثمان، ومعاوية بانصاف المظلومين والمضطهدين وتوزيع ثروات الامة علي الفقراء والمحرومين. لقد اراد معاوية اقبار هذا الوعي الديني، واماتة الشعور بالسؤولية فاوعز الي لجان الوضع التي ابتدعها ان تفتعل الاحاديث علي لسان المحرر العظيم الرسول (ص) في الزام الامة بالخضوع للظلم، والخنوع للجور، والتسليم لما تقترفه سلطانها من الجور والاستبداد وهذه بعض الاحاديث: 1 - روي البخاري بسنده عن رسول الله (ص) انه قال لاصحابه: " انكم سترون بعدي اثرة، وامورا تنكرونها. قالوا فما تامرنا يا رسول الله؟ قال: ادوا إليهم حقهم، واسالوا الله حقكم.. " [1] .

2 - روي البخاري بسنده عن رسول الله (ص) أنه قال: " من


راي من أميره شيئا يكره فليصبر عليه فانه من فارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية.. " [2] .

3 - روي البخاري بسنده عن مسلمة بن زيد الجعفي أنه سال رسول الله (ص) فقال له: يا نبي الله ارايت ان قامت علينا امراء يسالونا حقهم، ويمنعونا حقنا فما تري؟ فاعرض " ص " عنه فساله ثانيا وثالثا والرسول معرض فجذبه الاشعث بن قيس، فقال رسول الله (ص): اسمعوا واطيعوا فان عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم. " [3] .

4 - روي البخاري بسنده عن عجرفة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الامة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا ما كان. " [4] .

الي غير ذلك من الموضوعات التي خدرت الامة، وشلت حركتها الثورية، وجعلتها قابعة ذليلة تحت وطاة الاستبداد الاموي وجوره، وقد هب الامام الحسين (ع) الثائر الاول في الاسلام الي اعلان الجهاد المقدس ليوقظ الامة من سباتها ويعيد للاسلام نضارته وروحه النضالية التي انحسرت في عهد الحكم الاموي.


پاورقي

[1] صحيح البخاري 8 / 87.

[2] صحيح البخاري 8 / 87.

[3] صحيح البخاري 2 / 119.

[4] صحيح البخاري 2 / 121.