بازگشت

الحقد علي النبي


وحقد معاوية علي النبي (ص) فقد مكث في ايام خلافته اربعين


جمعة لا يصلي عليه، وساله بعض اصحابه عن ذلك فقال: " لا يمنعني عن ذكره الا ان تشمخ رجال بانافها [1] وسمع المؤذن يقول: اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، فلم يملك اهابه، واندفع يقول: " لله ابوك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة، مارضيت لنفسك الا ان يقرن اسمك باسم رب العالمين. " [2] .

ومن مظاهر حقده علي الرسول الاعظم (ص) مارواه مطرف بن المغيرة قال: وفدت مع أبي علي معاوية، فكان أبي يتحدث عنده ثم ينصرف إلي، وهو يذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يري منه، واقبل ذات ليلة، وهو غضبان فامسك عن العشاء، فانتظرته ساعة، وقد ظننت انه لشئ جدث فينا أو في عملنا، فقلت له! - مالي اراك مغتما منذ الليلة؟ - يابني جئتك من اخبث الناس. - ما ذاك؟ - خلوت بمعاية فقلت له: إنك قد بلغت مناك يا امير المؤمنين فلو اظهرت عدلا وبسطت خيرا، فانك قد كبرت، ولو نظرت الي أخوتك من بني هاشم فوصلت ارحامهم فو الله ما عندهم اليوم شئ تخافه.. " فثار معاوية واندفع يقول: " هيهات!! هيهات ملك أخو تيم فعدل، وفعل ما فعل فو الله ما عدا ان هلك فهلك ذكره، الا أن يقول قائل ابو بكر: ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فو الله ما عدا ان هلك فهلك ذكره الا ان يقول قائل عمر، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه


فعمل به ما عمل فوالله ما عدا ان هلك فهلك ذكره وان اخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات: اشهد ان محمدا رسول الله (ص) فاي عمل يبقي بعد هذا لا ام لك الا دفنا دفنا.. " [3] .

ودلت هذه البادرة علي مدي زعزعة العقيدة الدينية في نفس معاوية وانها لم تكن الا رداء رقيقا يشف عما تحته من حب الجاهلية والتاثر بها الي حد بعيد، وكانت النزعة الالحادية ماثلة عند اغلب ملوك الامويين يقول الوليد في بعض خمرياته منكرا للبعث والنشور:



ادر الكاس يمينا

لاتدرها ليسار



اسق هذا ثم هذا

صاحب العود النضار



من كميت عتقوها

منذ دهر في حرار



ختموها بالاماويه [4] .

وكافور وقار



فلقد ايقنت أني

غير مبعوث لنار



ساروض الناس

حتي يركبوا دين الحمار



وذروا من يطلب

الجنة يسعي لتبار [5] .



وتاثر الكثيرون من ولاتهم بهذا النزعة الالحادية، فكان الحجاج يخاطب الله امام الجماهير الحاشدة قائلا: " ارسولك افضل ام خليفتك يعني ان عبد الملك افضل من النبي العظيم (ص). " [6] وكان ينقم علي الذين يزورون قبر رسول الله (ص) ويقول: " تبا لهم انما يطوفون باعواد


ورمة بالية، هلا طافوا بقصر امير المؤمنين عبد الملك الا يعلمون ان خليفة المرء خير من رسوله " [7] .

وهكذا كان جهاز الحكم الاموي في كثير من ادواره قد تنكر للرسول الاعظم (ص) وازدري برسالته.


پاورقي

[1] النصائح الکافية (ص 97).

[2] النهج 10 / 101.

[3] شرح النهج 2 / 297.

[4] الاماويه: من انواع الطيب.

[5] رسالة الغفران (ص 145).

[6] النزاع والتخاصم للمقريزي (ص 27) رسائل الجاحظ (ص 297) العقد الفريد 3 / 355.

[7] شرح النهج 15 / 242.