بازگشت

استلحاق زياد


ومن مظاهر استخفاف معاوية بالقيم الاسلامية استلحاقه زياد بن عبيد الرومي، والصاقه بنسبه من دون بينة شرعية، وانما اعتمد علي شهادة ابي مريم الخمار وهو مما لا يثبت به نسب شرعي، وقد خالف بذلك قول رسول الله (ص): " الولد للفراش وللعاهر الحجر ". لقد قام بذلك انطلاقا وراء اهدافه السياسية، وتدعيما لحكمه وسلطانه... ومن طريف ما ينقل في الموضوع ان نصر بن حجاج خاصم عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد عند معاوية في عبد الله مولي خاليد بن الوليد فامر معاوية حاجبه أن يؤخرهما حتي يحتفل مجلسه، فلما اكتمل مجلسه، أمر بحجر فادني منه، والقي عليه طرفا من ثيابه ثم اذن لهما، فترافعا عنده في شان عبد الله فقال له نصر: " إن اخي وابن أبي عهد الي انه - يعني عبد الله - منه " وقال عبد الرحمن: " مولاي وابن عبد ابي وامته ولد علي فراشه "


واصدر معاوية الحكم في المسالة فقال يا حرسي: خذ هذا الحجر فادفعه الي نصر بن حجاج، فقد قال رسول الله (ص): الولد للفراش وللعاهر الحجر ". وانبري نصر فقال: " افلا اجريت هذا الحكم في زياد؟ " فقال معاوية: " ذلك حكم معاوية وهذا حكم رسول الله [1] .


پاورقي

[1] الطبري: ج 10 / 480، العقد الفريد: 6 / 133.