الاستخفاف بالقيم الدينية
واستخف معاوية بكافة القيم الدينية، ولم يعن بجميع ما جاء به الاسلام من الاحكام فاستعمل اواني الذهب والفضة، واباح الربا، وتطيب في الاحرام، وعطل الحدود، [1] وقد الغيت معظم الاحكام الاسلامية في اغلب ادوار الحكم الاموي، وفي ذلك يقول شاعر الاسلام الكميت:
وعطلت الاحكام حتي كاننا
علي ملة غير التي نتنحل
أأهل كتاب نحن فيه وانتم
علي الحق نقضي بالكتاب ونعدل
كان كتاب الله يعني بامره
وبالنهي فيه الكوذني المركل [2] .
فتلك ملوك السوء قد طال ملكهم
فحتام حتام العناء المطول
وما ضرب الامثال في الجور قبلنا
لاجور من حكامنا المتمثل [3] .
واستخف معاوية بالمقدسات الاسلامية واحتقرها، يقول الرواة إنه لما تغلب قيل له! لو سكنت المدينة، فهي دار الهجرة، وبها قبر النبي (ص) فقال: قد ظللت اذا وما أنا من المهتدين [4] واقتدي به في ذلك جميع بني أمية فقد انبري يحيي بن الحكم الي عبد الله بن جفعر فقال له: " كيف تركت الخبيثة - يعني مدينة رسول الله (ص) -؟ " فانكر عليه ابن جعفر وصاح به:
" سماها رسول الله (ص) طيبة وتمسيها خبيثة، فد اختلفتما في الدنيا وستختلفان في الاخرة.. " قال يحيي: " والله لان أموت وادفن بارض الشام المقدسة أحب إلي من ان أدفن بها. " فقال له: " اخترت مجاورة اليهود والنصاري علي مجاورة رسول الله (ص) والمهاجرين ". [5] .
پاورقي
[1] ذکرنا مصادر هذه الاحداث في الجزء الثاني من کتابنا (حياة الامام الحسن).
[2] الکوذني: البليد.
[3] للهاشميات (ص 111).
[4] المناقب والمثالب (ص 70) للقاضي نعمان المصري.
[5] انساب الاشراف ج 1 ق 1.