بازگشت

سياسة البطش و الجبروت


وساس معاوية الامة سياسة بطش وجبروت فاستهان بمقدراتها وكرامتها، وقد اعلن - بعد الصلح - انه انما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتامر عليهم، وان جميع ما اعطاه للامام الحسن (ع) من شروط فهي تحت قدميه لا يفي بشئ منها، وقد ادلي بتصريح عبر فيه عن كبريائه وجبروته فقال: " نحن الزمان من رفعناه ارتفع، ومن وضعناه اتضع.. [1] .

وسار عماله وولاته علي هذه الخطة الغادرة فقد خطب عتبة بن أبي سفيان بمصر فقال: " يا حاملي الام أنوف ركبت ببن أعين، إني قلمت اظفاري عنكم ليلين مسيئكم وسالتكم اصلاحكم اذا كان فسادكم باقيا عليكم فاما إذا أبيتم الا الطعن علي السلطان والنقض للسلف، فوالله لا قطعن بطون السياط علي ظهوركم، فان حسمت اداواءكم والا فان السيف من ورائكم، فكم حكمة منا لم تعها قلوبكم، ومن موعظة منا صمت عنها آذانكم، ولست ابخل


بالعقوبة اذا جدتم بالمعصية.. " [2] .

وخاطب المصريين في خطاب آخر له فقال: " يا أهل مصر إياكم أن تكونوا للسيف حصيدا فان لله ذبيحا لعثمان لا تصيروا الي وحشة الباطل بعد انس الحق باحياء الفتنة، واماتة السنن فاطاكم والله وطاة لا رمق معها حتي تنكروا ما كنتم تعرفون ". [3] .

ومثلت هذه القطع من خطابه مدي احقاده علي الامة وتنكره لجميع قيمها وأهدافها ومن اولئك الولاة الذين كفروا بالحق والعدل، خالد القسري، فقد خطب في مكة، وهو يهدد المجتمع بالدمار والفناء، فقد جاء في خطابه: " أيها الناس عليكم بالطاعة، ولزوم الجماعة، وإياكم والشبهات فاني - والله - ما أوتي لي باحد يطعن علي امامه الا صلبته في الحرم.. [4] .

وكانت هذه الظاهرة ماثلة عند جميع حكام الامويين وولاتهم يقول الوليد بن يزيد:



فدع عنك ادكارك آل سعدي

فنحن الاكثرون حصي ومالا



ونحن المالكون الناس قسرا

نسومهم المذلة والنكالا



ونوردهم حياض الخسف ذلا

وما نالوهم الا خبالا [5] .



وصورت هذه الابيات مدي استهانته بالامة، فانه مع بقية الحكام من اسرته، قد ملكوا الناس بالغلبة والقوة، وانهم يسومونهم الذل، ويوردونهم حياض الخسف... ومن اولئك الملوك عبد الملك بن مروان


فقد خطب في يثرب امام ابناء المهاجرين والانصار فقال: " الا وإني لا أداوي أمر هذه الامة الا بالسيف حتي تستقيم قناتكم، وانكم تحفظون أعمال المهاجرين الاولين، ولا تعملون مثل عملهم، وانكم تامروننا بتقوي الله، وتنسون انفسكم والله لا يامرني احد بتقوي الله بعد مقامي هذا - الا ضربت عنقه.. " [6] .

وحفل هذا الخطاب بالطغيان الفاجر علي الامة، فهو لا يري حلا لازماتها الا بسفك الدماء واشاعة الجور والارهاب، اما بسط العدل ونشر الدعة والرفاهية بين الناس فلم يفكر به ولا دار بخلده ولا في خلد واحد من حكام الامويين.


پاورقي

[1] نهاية الارب 6 / 7.

[2] تهذيب الکامل للمبرد 1 / 17.

[3] العقد الفريد 2 / 159.

[4] تاريخ الطبري 8 / 80.

[5] حياة الامام موسي بن جعفر 1 / 387.

[6] تاريخ ابن الاثير 4 / 33.