بازگشت

اضطهاد الموالي


وبالغ معاوية في اضطهاد الموالي واذلالهم، وقد رام ان يبيدهم ابادة شاملة يقول المؤرخون: انه دعا الاحنف بن قيس وسمرة بن جندب وفال لهما: " اني رايت هذه الحمراء فد كثرت، وأراها قد قطعت علي السلف، وكاني انظر الي وثبة منهم علي العرب والسلطان، فقد رايت أن اقتل شطرا منهم، وادع شطرا لاقامة السوق وعمارة الطريق ". ولم يرتض الاحنف وسمرة هذا الاجراء الخطير فاخذا يلطفان به حتي عدل عن رايه. [1] .

لقد سن معاوية اضطهاد الموالي، واخذت الحكومات التي تلت من بعده تشيع فيهم الجور والحرمان بالرغم من اشتراكهم في الميادين العسكرية


وغيرها من اعمال الدولة، يقول شاعر الموالي شاكيا مما ألم بهم من الظلم:



ابلغ امية عني إن عرضت لها

وابن الزبير وابلغ ذلك العربا



ان الموالي اضحت وهي عاتبة

علي الخليفة تشكوا الجوع والحربا



وانبري احد الخراسانيين الي عمر بن عبد العزيز يطالبه بالعدل فيهم قائلا: له: " يا امير المؤمنين عشرون الفا من الموالي يغزون بلا عطاء، ولا رزق، ومثلهم قد اسلموا من أهل الذمة يؤدون الخراج. " [2] وكان الشعبي قاضي عمر بن عبد العزيز قد بغض المسجد حتي صار ابغض إليه من كناسة داره - حسب ما يقول - لان الموالي كانت تصلي فيه [3] وقد اضطر الموالي الي تاسيس مسجد خاص لهم اسموه (مسجد الموالي) كانوا يقيمون الصلاة فيه [4] ويميل خودا بخش الي الظن انهم انما اضطروا الي تادية صلاتهم فيه بعدما رؤوا تعصب العرب ضدهم، وانهم لم يكونوا يسمحون لهم بالعبادة معهم في مسجد واحد [5] وكان الموالي يلطفون بالرد علي العرب ويدعونهم الي الهدي قائلين: " اننا لا ننكر تباين الناس، ولا تفاضلهم، ولا السيد منهم والمسود، والشريف والمشروف، ولكننا نزعم ان تفاضل الناس فيما بينهم هو ليس بابائهم، ولا باحسابهم ولكنه بافعالهم واخلاقهم، وشرف انفسهم، وبعد همهم، فمن كان دنئ الهمة، ساقط المرؤءة لم يشرف وان كان من بني هاشم في ذؤابتها!! إنما الكريم من كرمت افعاله، والشريف من


شرفت همته. " [6] .

ولم يع الامويون ومن سار في ركابهم هذا المنطق المشتق من واقع الاسلام وهديه الذي أمر ببسط المساواة والعدل بين جميع الناس من دون فرق بين قومياتهم. وعلي أي حال فقد ادت هذه السياسة العنصرية الي اشاعة الاحقاد بين المسلمين واختلاف كلمتهم، كما ادت الي تجنيد الموالي لكل حركة ثورية تقوم ضد الحكم الاموي وكانوا بالاخير هم القوة الفعالة التي اطاحت بالامويين وطوت معالمهم وآثارهم.


پاورقي

[1] العقد الفريد 2 / 260.

[2] الطبري 8 / 134، الکامل 5 / 19.

[3] طبقات ابن سعد 6 / 175.

[4] الطبري في احداث سنة 245.

[5] الحضارة الاسلامية 1 / 43.

[6] العقد الفريد 2 258 - 259.