بازگشت

يثرب


وسعي معاوية لاضعاف يثرب فلم ينفق علي المدنيين أي شئ من المال وجهد عل فقرهم وحرمانهم لانهم من معاقل المعارضة لحكمه، وفيهم كثير من الشخصيات الحاقدة علي الاسرة الاموية والطامعة في الحكم، ويقول المؤرخون؟ انه اجبرهم علي بيع املاكهم فاشتراها بانجس الاثمان، وقد ارسل القيم علي املاكه لتحصيل وارادتها فمنعوه عنها، وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمد، وقالوا له: إن هذه الاموال لنا كلها، وان معاوية آثر علينا في عطائنا، ولم يعطنا درهما فما فوقه حتي مضنا الزمان ونالتنا المجاعة فاشتراها بجزء من مائة من ثمنها، فرد عليهم حاكم المدينة باقسي القول وأمره. ووفد علي معاوية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري فلم ياذن له تحقيرا وتوهينا به فانصرف عنه، فوجه له معاوية بستمائة درهم فردها جابر وكتب إليه:



واني لاختار القنوع علي الغني

اذا اجتمعا والماء بالبارد المحض






واقضي علي نفسي إذ الامر نابني

وفي الناس من يقضي عليه ولا يقضي



والبس أثواب الحياء وقد اري

مكان الغني الا أهين له عرضي



وقال لرسول معاوية: " قل له: والله يابن آكلة الاكباد لا تجد في صحيفتك حسنة أنا سببها أبدا. وانتشر الفقر في بيوت الانصار، وخيم عليهم البؤس حتي لم يتمكن الرجل منهم علي شراء راحلة يستعين بها علي شؤونه، ولما حج معاوية واجتاز علي يثرب استقبله الناس، ومنهم الانصار وكان اكثرهم مشاة فقال لهم: " ما منعكم من تلقي كما يتلقاني الناس!!؟ " فقال له سعيد بن عبادة: " منعنا من ذلك قلة الظهر، وخفة ذات اليد، والحاح الزمان علينا، وايثارك بمعروفك غيرنا ". فقال له معاوية باستهزاء وسخرية: " اين أنتم عن نواضح المدينة؟ " فسدد له سعيد سهما من منطقه الفياض قائلا: " نحرناها يوم بدر، يوم قتلنا حنظلة بن أبي سفيان " [1] .

لقد قضت سياسة معاوية بنشر المجاعة في يثرب وحرمان اهلها من الصلة والعطاء، يقول عبد الله بن الزبير: في رسالته الي يزيد " فلعمري ما تؤتينا مما في يدك من حقنا الا القليل وانك لتحبس عنا منه العريض.. " وقد اوعز معاوية الي الحكومه المركزية في يثرب برفع اسعار المواد الغذائية فيها حتي تعم فيها المجاعة، وقد المع الي ذلك يزيد في رسالته التي بعثها للمدينين ووعدهم فيها بالاحسان ان خضعوا لسلطانه، وقد جاء فيها. " ولهم علي عهد أن اجعل الحنطة كسعر الحنطة عندنا، والعطاء


الذي يذكرون أنه احتبس عنهم في زمان معاوية فهو علي لهم وفرا كاملا. " [2] .

وقد جعل معاوية الولاة علي الحجاز تارة مروان بن الحكم، واخري سعيد بن العاص وكان يعزل الاول ويولي الثاني، وقد جهدا في اذلال الاهل المدينة وفقرهم.


پاورقي

[1] انساب الاشراف ج 1 ق 2 / 73.

[2] الامامة والسياسة 1 / 151.