بازگشت

تحول الخلافة


وتحولت الخلافة الاسلامية من طاقتها الاصيلة ومفاهيمها البناءة الي ملك عضوض مستبد لا ظل فيه للعدل، ولا شبح فيه للحق قد تسلطت الطغمة


الحاكمة من نبي امية علي الامة وهي تمعن في اذلالها ونهب ثرواتها، وارغامها علي المعبودية، يقول بعض الكتاب: " ونجم عن زوال الخلافة الراشدة وانتقال الخلافة الي بني أمية نتائج كبيرة فقد انتصرت أسرة بني أمية علي الاسرة الهاشمية، وهذا كان معناه انتصار الارستقراطية القرشية، واصحاب رؤوس المال والمضاربات التجارية علي اصحاب المبادئ والمثل، لقد كان نصر معاوية هزيمة لكل الجهود التي بذلت للحد من طغيان الراسمالية القرشية، هزيمة لحلف الفضول، وهزيمة للدوافع المباشرة لقيام الاسلام وحربه علي الاستغلال والظلم، هزيمة للمثل والمبادئ، ونجاح للحنكة والسياسة المدعومة بالتجربة والمال، ولقد كان لهذه الهزيمة وقع مفجع علي الاسلام واجيال المسلمين. " ويقول (نيكلسون): " واعتبر المسلمون انتصار بني امية وعلي راسها معاوية انتصارا للارستقراطية والوثنية التي ناصبت الرسول واصحابه العداء، والتي جاهدها رسول الله (ص) حتي قضي عليها، وصبر معه المسلمون علي جهادها ومقاومتها حتي نصرهم الله، واقاموا علي انقاضها دعائم الاسلام ذلك الدين السمح الذي جعل الناس سواسية في السراء والضراء، وازال سيادة رهط كانوا يحتقرون الفقراء، ويستذلون الضعفاء، ويبتزون الاموال.. ". وعلي أي حال فقد فجع العالم الاسلامي - بعد الصلح - بكارثة كبري فخرج من عالم الدعة والامن والاستقرار الي عالم ملئ بالظلم والجور فقد اسرع الامويون بعد ان استتب لهم الامر الي الاستبداد بشؤون المسلمين، وارغامهم علي ما يكرهون. وعاني الكوفيون من الظلم ما لم يعانه غيرهم، فقد اخذت السلطة


تحاسيهم حسابا عسيرا علي وقوفهم مع الامام في ايام صفين، وعهدت في شؤونهم الي الجلادين امثال المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه فصبوا عليهم وابلا من العذاب الاليم، واخذ الكوفيون يندبون حظهم التعيس علي ما اقترفوه من عظيم الاثم في خذلانهم للامام امير المؤمنين وولده الحسن، وجعلوا يلحون علي الامام الحسين بوفودهم ورسائلهم لينقذهم من ظلم الامويين وجورهم الا ان من المدهش حقا انه لما استجاب لهم شهروا في وجهه السيوف، وقطعوا اوصاله واوصال ابنائه علي صعيد كربلا... وبهذا ينتهي بنا المطاف عن افول دولة الحق.