بازگشت

تفلل جيش الامام


وتفللت جميع القوات العسكرية في جيش الامام، وشاعت الفرقة والاختلاف فيما بينها، خصوصا بعد واقعة النهروان، فقد انحطت معنويات الجيش يقول البلاذري ان معاوية ارسل عمارة بن عقبة الي الكوفة ليتجسس له عن حالة جيش الامام، فكتب له خرج علي علي اصحابه، ونساكهم فسار إليهم فقتلهم، فقد فسد عليه جنده وأهل مصره، ووقعت بينهم العداوة، وتفرقوا أشد الفرقة، فقال معاوية للوليد بن عقبة: اترضي أخوك بان يكون لنا عينا - وهو يضحك - فضحك الوليد وقال: إن لك في ذلك حظا ونفعا، وقال الوليد لاخيه عمارة:



إن يك ظني يابن أمي صادقا

عمارة لا يطلب بذ حل ولا وتر



مقيم واقبال ابن عفان حوله

يمشي بها بين الخورنق والجسر



وتمشي رخي البال منتشر القوي

كانك لم تشعر بقتل ابن عمرو [1] .



لقد مني جيش الامام بالفتنة والخلاف، ولم يكن باستطاعة الامام بما يملك من طاقات خطابية هائلة أن يرجع إليهم حوازب احلامهم، ويقضي علي عناصر الشغب والتمرد التي اصبحت من ابرز ذاتياتهم. ومما زاد في تمرد الجيش ان معاوية راسل جماعة من زعماء العراق


البارزين كالاشعث بن قيس فمناهم بالاموال، ووعدهم بالهبات والمناصب اذا قاموا بعمليات التخريب في جيش الامام وشعبه فاستجابوا إليه فقاموا بدورهم في اشاعة الاراجيف، وتضليل الراي العام، وبث روح التفرقة والخلاف بين الناس [2] وقد اثرت دعايتهم تاثيرا هائلا في اوساط ذلك الجيش، فقد خلعوا طاعة الامام، وعمدوا الي عصيانه. لقد كانت الاكثرية الساحقة في معسكر الامام لهم رغباتهم الخاصة التي تتنافي مع مصلحة الدولة، وغايات رئيسها في حين أن شعب الشام كان علي العكس من ذلك يقول الحجاج بن خزيمة لمعاوية: " انك تقوي بدون ما يقوي به علي لان معك قوما لا يقولون اذا سكت، ويسكنون اذا نطقت، ولا يسالون اذا امرت ومع علي قوم يقولون اذا قال: ويسالون اذا سكت " [3] .


پاورقي

[1] انساب الاشراف.

[2] انساب الاشراف.

[3] الاخبار الطوال (ص 156).