بازگشت

تمرد المارقين


وسافر الامام باصحابه يريد الشام، ولكنه لم يلبث حتي وافاته الانباء بتمرد الخوراج وفسادهم، وانهم عادوا الي فكرتهم، ويقول المؤرخون ان جماعة منهم خرجوا من الكوفة والتحق بهم اخوانهم من اهل البصرة، وساروا جميعا الي النهروان فاقاموا فيه وأخذوا يعيثون في الارض فسادا،


فاستحلوا دماء المسلمين، وقالوا بكفرهم، واجتاز عليهم الصحابي عبد الله بن خباب بن الارت، فتصدوا له فسالوه عن اسمه فاخبرهم به، ثم سالوه عن انطباعاته الخاصة عن الامام امير المؤمنين فاثني عليه فاستشاطوا غضبا فانبروا إليه فاوثقوه كتافا، واقبلوا به وبامراته وكانت حبلي قد اشرفت علي الولادة فجاؤا بهما تحت نخل، فسقطت رطبة منها فبادر بعضهم إليها فوضعها في فيه فانكروا عليه فالقاها من فمه، واخترط بعضهم سيفا فضرب به خنزيرا لاهل الذمة فقتله فصاح به بعضهم ان هذا من الفساد في الارض، فبادر الرجل الي الذمي فارضاه فلما نظر عبد الله الي احتياطهم في الاموال قال لهم: " لئن كنتم صادقين فيما اري ما علي منكم باس، والله ما أحدثت حدثا في الاسلام واني لمؤمن، وقد آمنتموني وقلتم لا روع عليك ". فلم يعنوا به، وعمدوا إليه فاقبلوا به الي الخنزير الذي قتلوه فوضعوه عليه، وذبحوه، واقبلوا علي امراته، وهي ترتعد من الخوف فقالت لهم مسترحمة: " إنما إنا امراة اما تتقون الله؟ " ولم تلن قلوبهم التي طبع عليها الزيغ، فذبحوها وبقروا بطنها، وعمدوا الي ثلاثة نسوة فقتلوهن، [1] وفيهن أم سنان الصيداوية وكانت قد صحبت النبي (ص)، وجعلوا يذيعون الذعر، وينشرون الفساد في الارض. وأوفد لهم الامام الحرث بن مرة العبدي يسالهم عن هذا الفساد الذي احدثوه ويطلب منهم ان يسلموا إليه الذين استحلوا قتل الانفس التي حرم الله ازهاقها بغير الحق، ولم يكد الرسول يدنو منهم حتي قتلوه ولم يدعوه يدلي بما جاء به.



پاورقي

[1] انساب الاشراف.