بازگشت

التحكيم


ولم تقف محنة الامام وبلاؤه في جيشه المتمرد الي هذا الحد من العصيان والخذلان وانما تجاوز الامر الي أكثر من هذا، فقد أصر المتمردون بقيادة الاشعث بن قيس علي انتخاب أبي موسي الاشعري الذي هو من ألد اعداء الامام وأكثر هم حقدا عليه، وانما ألحوا علي انتخابه لعلمهم بانه سيعزل الامام عن الحكم وينتخب غيره ممن يحقق أطماعهم، وقد احتف هؤلاء العصاة بالامام، وهم يهتفون: " إنا رضينا بابي موسي الاشعري ". وزجرهم الامام، ونهاهم عن انتخابه قائلا: " انكم قد عصيتموني في أول الامر، فلا تعصوني الان، إني لا أري أن أولي أبا موسي ". وأصروا علي غيهم وعنادهم قائلين: " لا نرضي الا به، فما كان يحذرنا وقعنا فيه ". وأخذ الامام يدلي عليهم واقع أبي موسي وانحرافه عنه قائلا: " إنه ليس لي بثقة، قد فارقني وخذل الناس عني، ثم هرب عني حتي آمنته بعد أشهر، ولكن هذا ابن عباس توليه. " وامتنعوا من ترشيح ابن عباس، فارشدهم ثانيا الي انتخاب مالك الاشتر فرفضوه وأصروا علي انتخاب الاشعري، ولم يجد الامام بعد هذا بدا من الرضا والاذعان.