بازگشت

مع الامام الحسين


وامتزجت عواطف الامام امير المؤمنين بعواطف ولده الحسين،


وتفاعلت روحه مع روحه حتي صار صورة فذة عنه تحكي واقعة وهديه. لقد أفاض الامام جميع ذاتياته في نفس ولده الحسين، ومنحه حبه واخلاصه، وزوده بأروع حكمه وآدابه، وقد بلغ من عظيم حبه أنه لم يسمح له بالدخول في عمليات الحروب أيام صفين كما لم يسمح لاخيه الحسن بذلك لئلا ينقطع بموتهما نسل رسول الله (ص)، وقد انطبعت مثل الامام وسائر اتجاهاته الفكرية في نفس الحسين فكان كأبيه في ثورته علي الظلم والباطل، ومناهضته للبغي والجور، وتفانيه في سبيل الحق والعدل وتنبيه لجميع وسائل الاصلاح والخير. لقد كان كأبيه في بسالته وصموده، وعزة نفسه، وأبائه، وشممه وقد اعترف بهذه الظاهرة اعداؤه يوم الطف فانهم لما عرضوا عليه الاستسلام لابن مرجانة، والخضوع لارادته، قال بعضهم: إنه لا يستجيب لكم فان نفس أبيه بين جنبيه، لقد كانت نفس أبيه عملاق هذه الامة ورائدها الاعلي إلي العزة والكرامة ماثلة بجميع مظاهرها ومقوماتها في نفس الامام الحسين حتي كأنه لم يعد هناك تعدد في الوجود بين الاب وولده، فكانا معا من ألمع من تعتز بهما الانسانية في جميع الاجيال.