بازگشت

وحدة الامة


وجهد الامام كأكثر ما يكون الجهد والعناء علي العمل علي توحيد صفوف الامة ونشر الالفة والمحبة بين أبنائها، واعتبر الالفة الاسلامية من نعم الله الكبري علي هذه الامة يقول (ع): " ان الله سبحانه قد


امتن علي جماعة هذه الامة فيما عقد بينهم من حبل هذه الالفة التي ينتقلون في ظلها ويأوون إلي كنفها، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة لانها أرجح من كل ثمن، وأجل من كل خطر " [1] .

وناهض كل من يدعو إلي التفرقة وتصديع الشمل، وأمر بأن يعلي وجهه بالسيف - علي حد تعبيره - وقاوم العصبية التي هي من أسباب التفرقة والبغضاء بين الناس، ودعا إلي التعصب لمكارم الاخلاق يقول (ع): " فان كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الافعال ومحاسن الامور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب، ويعاسيب القبائل، بالاخلاق الرغيبة، والاحلام العظيمة، والاخطار الجليلة والآثار المحمودة، فتعصبوا لخلال الحمد، من الحفظ للجوار والوفاء بالذمام، والطاعة للبر، والمعصية للكبر، والاخذ بالفضل، والكف عن البغي، والاعظام للقتل، والانصاف للخلق، والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الارض " [2] .

لقد عني الامام بوحدة الامة، وتبني جميع الاسباب التي تؤدي إلي تماسكها واجتماع كلمتها، وقد حافظ علي هذه الوحدة في جميع أدوار حياته فقد ترك حقه وسالم الخلفاء صيانة للامة من الفرقة والاختلاف.


پاورقي

[1] نهج البلاغة محمد عبده 2 / 180.

[2] نهج البلاغة 2 / 175.