بازگشت

العدل الشامل


وكان العدل الشامل هو الشعار الذي رفعه الامام عاليا وتبناه في جميع


أدوار حكومته، فقد جهد نفسه علي اقامة العدل ورفع مناره، وكان - فيما يقول المؤرخون - أول حاكم في الاسلام بني بيتا للمظالم يضع فيه المظلومون والمعتدي عليهم رقاعا يذكرون فيها ما أصابهم من اعتداء أو مكروه، وكان بنفسه يتولي الاشراف عليها، فيأخذ لهم بحقهم، ويدفع عنهم غائلة ما أصابهم من أذي أو مكروه [1] .

لقد عني الامام عناية بالغة ببسط العدل ونشره بين الناس، وكان - فيما أجمع عليه المؤرخون - قد وجه جميع أجهزة حكومته للقضاء علي الظلم وتدمير أصوله ومحو اثره، وقد قال (ع): " الذليل عندي عزيز حتي آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتي آخذ الحق منه " وقد عزل أحد ولاته حينما أخبرته سودة بنت عمارة بانه قد جار في حكمه، فجعل الامام يبكي ويقول بحرارة: " اللهم أنت الشاهد علي وعليهم اني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك... ". ثم عزله في الوقت [2] ونقل المؤرخون بوادر كثيرة من صور عدله بين الناس بما لم يشاهد له مثيل في جميع أدوار التاريخ.


پاورقي

[1] صبح الاعشي.

[2] العقد الفريد 1 / 211.