بازگشت

حرية القول


ومن مظاهر الحرية الواسعة التي منحها الامام للناس حرية القول، وان كان في غير صالح الدولة ما لم يتعقبه فساد فالعقاب يكون عليه، فقد روي المؤرخون أن أبا خليفة الطائي لما رجع من النهروان التقي مع جماعة من اخوانه، وكان فيهم أبوالعيزار الطائي، وكان من الخوارج فقال لعدي بن حاتم: - يا أبا طريف أغانم سالم أم ظالم آثم؟ - بل غانم سالم. - الحكم ذاك اليك. وأوجس منه خيفة الاسود بن زيد والاسود بن قيس فالقيا القبض عليه وجاءا به مخفورا إلي الامام، ونقلا له حديثه المنطوي علي الشر والتمرد فقال (ع) لهما:


- ما اصنع؟ - تقتله. - أقتل من لا يخرج علي؟ - تجسسه. - ليست له جناية، خليا سبيل الرجل (1). ولم تمنح مثل هذه الحرية للمواطنين في جميع المذاهب الاجتماعية، فلم يحاسب الامام الناس علي ما يقولون، وانما تركهم وشأنهم لهم حرية القول والفكر، ولم يفرض عليهم رقابة تحول بينهم وبين حرياتهم.