بازگشت

الحرية السياسة


ونعني بها أن تتاح للناس الحرية التامة في اعتناق أي مذهب سياسي دون أن تفرض عليهم السلطة رأيا معاكسا لما يذهبون اليه، وقد منح الامام هذه الحرية بأرحب مفاهيمها للناس، وقد منحها لاعدائه وخصومه الذين تخلفوا عن بيعته كسعد بن أبي وقاص، و عبد الله بن عمر، وحسان بن


ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبي سعيد الخدري [1] .

وأمثالهم من أنصار الحكم المباد الذين كان يغدق عليهم عثمان بصلاته وهباته فلم يجبرهم الامام، ولم يتخذ معهم أي اجراء حاسم كما اتخذه أبوبكر ضده حينما تخلف عن بيعته. كان الامام يري أن الناس أحرار، ويجب علي الدولة أن توفر لهم حريتهم ما دام لم يخلوا بالامن، ولم يعلنوا التمرد والخروج علي الحكم القائم وقد منح (ع) الحرية للخوارج ولم يحرمهم عطاءهم مع العلم أنهم كانوا يشكلون أقوي حزب معارض لحكومته، فلما سعوا في الارض فسادا، واذاعوا الذعر والخوف بين الناس انبري إلي قتالهم حفظا علي النظام العام وحفظا علي سلامة المواطنين، ويتفرع علي هذه السياسة ما يلي:


پاورقي

[1] حياة الامام الحسن 2 / 383.