بازگشت

فزع القرشيين


وفزعت القبائل القرشية وأصابها الذهول فقد أيقنت ان الامام سيصادر الاموال التي منحها لهم عثمان بغير حق، فقد كتب عمرو بن العاص رسالة إلي معاوية جاء فيها. " ما كنت صانعا فاصنع اذا قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها... " [1] .

لقد خافت قريش علي ثرواتها، وخافت علي نفوذها ومكانتها، فقد عرفت الامام، وعرفت مخططاته الهادفة إلي اقامة الحق، والعدل، وتحطيم الامتيازات الغير المشروعة، وانه سيعاملهم كبقية أفراد الشعب فلذا أظهرت


أحقادها البالغة علي حكومته، وقد وصف ابن أبي الحديد مدي فزعهم واضطرابهم بقوله: " كأنها حاله لو أفضت الخلافة اليه يوم وفاة ابن عمه من اظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب حتي الاحلاف من قريش، والاحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم فعلوا ما لو كانت الاسلاف أحياء لقصرت عن فعله... " [2] .

لقد راح الحسد ينهش قلوب القرشيين، والاحقاد تنخر ضمائرهم فاندفعوا إلي اعلان العصيان والتمرد علي حكومة الامام، وسنذكر لذلك عرضا في البحوث الآتية.


پاورقي

[1] الغدير 8 / 288.

[2] شرح النهج.