بازگشت

تأميم الاموال المختلسة


وانطلق رائد العدالة الاسلامية يقيم في ربوع الدولة الاسلامية حكم الله ويرفع راية الحق، وقد أصدر قراره الحاسم بتأميم الاموال المختلسة التي نهبها الحكم المباد، وبادرت السلطة التنفيذية بوضع اليد علي القطائع التي أقطعها عثمان لذوي قرباه، والاموال التي استأثر بها عثمان، وقد صودرت أمواله حتي سيفه ودرعه، واضافها الامام إلي بيت المال، وقد فزع بنو أمية كأشد ما يكون الفزع واندفعوا إلي الانكار علي الامام يقول الوليد بن عقبة يعاتب بني هاشم، وينكر عليهم ذلك يقول:



بني هاشم ردوا سلاح ابن اختكم

ولا تنهبوه لا تحل مناهبه



بني هاشم كيف الهوادة بيننا

وعند علي درعه ونجائبه



بني هاشم كيف التودد منكم

وبز ابن أروي فيكم وحرائبه



بني هاشم ألا تردوا فاننا

سواء علينا قاتلاه وسالبه



بني هاشم انا وما كان منكم

كصدع الصفا لا يشعب الصدع شاعبه



قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه

كما غدرت يوما بكسري مرازبه




وألمت هذه الابيات بالتوتر والاحقاد التي أترعت بها نفوس الامويين فهم يرون الامام هو الذي قام بالحركة الانقلابية التي أطاحت بحكومة عثمان وهم يطالبون الهاشميين برد سيف عثمان ودرعه وسائر ممتلكاته التي صادرتها حكومة الامام، وقد شاع هذا الشعر ورددته الاندية وحفظه الناس، وقد رد عليه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بأبيات منها:



فلا تسألونا سيفكم ان سيفكم

أضيع وألقاه لدي الروع صاحبه



وشبهته كسري وقد كان مثله

شبيها بكسري هديه وضرائبه [1] .



وطعن هذا الشاعر بشخصية عثمان فقد رماه بالخور وانه القي سيفه لدي الروع حينما هجم عليه الثوار، فلم يذب به عن نفسه، ولم يقم بأي دور في الحماية والدفاع عنه، وانما استسلم لسيوف الثوار التي تناهبت شلوه.


پاورقي

[1] حياة الامام الحسن 1 / 343 الطبعة الثانية.