بازگشت

مؤتمر القوات المسلحة


وعقدت القوات العسكرية مؤتمرا خاصا - بعد امتناع الامام من اجابتها - عرضت الاحداث الخطيرة التي تواجه الامة إن بقيت بلا إمام، وقد قررت علي احضار المدنيين وتهديدهم بقوة السلاح إن لم ينتخبوا إماما للمسلمين، ولما حضروا قالوا لهم: " أنتم أهل الشوري، وانتم تعقدون الامامة، وحكمكم جائز علي الامة فانظروا رجلا تنصبونه، ونحن لكم تبع، وقد أجلناكم يومكم فوالله لئن لم تفرغوا لنقتلن عليا وطلحة والزبير، وتذهب من اضحية ذلك أمة من الناس... " [1] .

وفزع المدنيون وعلاهم الرعب، وخيم عليهم الذعر، فهرعوا إلي الامام وهم يهتفون: " البيعة البيعة... ". " أما تري ما نزل بالاسلام، وما ابتلينا به من أبناء القري؟ ".


فاجابهم الامام مصرا علي رفضه قائلا: " دعوني والتمسوا غيري... ". وأحاطهم علما بالاحداث المذهلة التي سيواجهها إن قبل خلافتهم قائلا: " أيها الناس إنا مستقبلون امرا له وجوه، وله ألوان لا تقوم به القلوب، ولا تثبت له العقول... " [2] .

ولم تع الجماهير قوله وانما ازدحمت عليه تنادي: " أمير المؤمنين... أمير المؤمنين " [3] .

وكثر أصرار الناس عليه، وتدافعهم نحوهم، فصارحهم بالواقع ليكونوا علي بينة من أمرهم قائلا: " إني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، وان تركتموني فانما أنا كأحدكم، ألا واني من اسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه... ". لقد أعرب لهم انه إن تولي قيادتهم فسوف يسير فيهم بالحق والعدل فلا يجاب ولا يصانع أي انسان، ودعاهم إلي التماس غيره، إلا انهم أصروا عليه وهتفوا: " ما نحن بمفارقيك حتي نبايعك... ". وتزاحمت الجماهير عليه، وانثالوا عليه من كل جانب وهم يطالبونه بقبول خلافتهم، وقد وصف (ع) شدة إصرارهم وازدحامهم عليه بقوله: " فما راعني إلا والناس كعرف الضبع [4] ينثالون علي من كل


جانب حتي لقد وطئ الحسنان، وشق عطفاي [5] مجتمعين حولي كربيضة الغنم.. " [6] .

وأجلهم إلي صباح اليوم الثاني لينظر في الامر فافترقوا علي ذلك.


پاورقي

[1] تاريخ ابن الاثير 3 / 80.

[2] نهج البلاغة محمد عبده 1 / 182.

[3] أنساب الاشراف 5 / 7.

[4] عرف الضبع: الشعر الکثير الذي يکون علي عنق الضبع يضرب به المثل في کثرة الازدحام.

[5] شق عطفاي: أراد به خدش جانبيه من کثرة زحام الناس عليه للبيعة.

[6] ربيضة الغنم: الطائفة الرابضة، يصف جثومهم بين يديه.