بازگشت

الاحاطة بعثمان


وأحاط الثوار بعثمان، وقد رجع اليهم الوفد المصري حينما استبان المكيدة الخطيرة التي دبرت ضده، وقد حاصروا عثمان وهم يهتفون بسقوطه


ويطالبونه بالاستقالة من منصبه، وقد أشعل نار الثورة في نفوسهم مروان ابن الحكم فقد اطل عليهم، وخاطبهم: " ما شأنكم؟ كأنكم قد جئتم لنهب؟ شاهت الوجوه، تريدون ان تنزعوا ملكنا من أيدينا، اخرجوا عنا... ". ونفذ صبر الثوار فعزموا علي قتله، وصمموا علي تقطيع أوصاله، والتنكيل به. ونقلت كلمات مروان إلي أمير المؤمنين فخف إلي عثمان مسرعا فقال له: " أما رضيت من مروان، ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعن عقلك مثل جمل الضعينة يقاد حيث يسار به، والله ما مروان بذي رأي في دينه، ولا في نفسه، وأيم الله لاراه سيوردك، ثم لا يصدرك، وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك، وغلبت علي أمرك ". وتركه الامام، وانصرف عنه، فقالت نائلة زوج عثمان للامويين: " انتم والله قاتلوه، وميتمو أطفاله ". والتفتت إلي عثمان تنصحه بان يعزب عن مروان، ولا يطيعه قائلة له: " انك متي أطعت مروان قتلك ". واحاط به الثوار فمنعوا عنه الماء والطعام، وحاصروه، وهو مصر علي سياسته لم يقلع عنها، وقد اترعت النفوس بالحقد والكراهية له، وقد جني هو علي نفسه لاطاعته لمروان، وانصياعه لرغبات بني أمية.