بازگشت

نقضه للميثاق


ونقض عثمان ما قطعه علي نفسه، ولم يف للمسلمين بما عاهدهم عليه


ويقول المؤرخون إن السبب في ذلك أن مروان الذي كان مستشارا له ووزيرا، قد دخل عليه فلامه وعذله علي ما صنع قائلا: " تكلم واعلم الناس أن أهل مصر قد رجعوا، وان ما بلغهم عن امامهم كان باطلا، فان خطبتك تسير في البلاد، قبل ان يتحلب الناس عليك من امصارهم فيأتيك من لا تستطيع دفعه... ". وامتنع عثمان من اجابته لانه دعاه لان يناقض نفسه، وان يقول غير الحق، ولكنه ما زال به يحذره مغبة ما صنع، ويخوفه عاقبة الامور، ولم تكن لعثمان ارادة صلبة، ولا عزم ثابت، فكان العوبة بيد مروان فاستجاب له، واعتلي المنبر فخاطب الناس قائلا: " أما بعد: إن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا انه باطل ما بلغهم رجعوا إلي بلادهم... ". وانبري المسلمون إلي الانكار عليه، وناداه عمرو بن العاص: " اتق الله يا عثمان، فانك قد ركبتنها بير [1] وركبناها معك فتب إلي الله نتب معك ". فصاح به عثمان. " وانك هنا يا ابن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك من العمل؟ ". وارتفعت أصوات الانكار من جميع جنبات الحفل وهي ذات لهجة واحدة. " اتق الله يا عثمان ". " اتق الله يا عثمان ". وانهارت اعصابه، وتحطمت قواه فحار في الجواب، ولم يجد بدا


من أن يعلن التوبة مرة اخري عما اقترفه، ونزل عن المنبر، وهو خائر القوي، ومضي إلي منزله [2] .


پاورقي

[1] النهابير: المهالک.

[2] تاريخ الطبري 5 / 110، الانساب 5 / 74.