بازگشت

استنجاده بالامام


وعلم عثمان ان لا ملجأ له إلا الامام امير المؤمنين فاستغاث به، وطلب منه أن يدعو القوم إلي كتاب الله وسنة نبيه، فاجابه إلي ذلك بعد أن أخذ منه المواثيق علي الوفاء بعهده، ومضي الامام إلي الثوار وهو يحمل الضمان لجميع مطاليبهم، فلما رأوه قالوا له: " وراءك ".


تعطون كتاب الله، وتعتبون من كل ما سخطتم عليه ". " أتضمن ذلك؟ ". " نعم ". " رضينا ". وأقبل وجوههم وأشرافهم مع الامام فدخلوا علي عثمان فعاتبوه ولاموه علي ما فرط في أمور المسلمين، وطالبوه أن يغير سياسته وسلوكه ويسير بين المسلمين بالحق فاستجاب لهم، وطالبوا منه أن يكتب لهم كتابا بذلك، فاجابهم إلي ما أرادوا وكتب لهم هذا الكتاب: " هذا كتاب من عبد الله عثمان امير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين ان لكم أن أعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه، يعطي المحروم، ويؤمن الخائف، ويرد المنفي، ولا يجمر في البعوث، ويوفر الفئ وعلي ابن أبي طالب ضمين للمؤمنين والمسلمين، علي عثمان الوفاء بما في هذا الكتاب ". وشهد فيه كل من الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله وسعد بن مالك بن ابي وقاص، و عبد الله بن عمرو، وزيد بن ثابت، وسهل بن حنيف، وأبوأيوب خالد بن زيد، وكتب ذلك في ذي القعدة سنة (35 ه) وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا إلي جماعتهم، وطلب منه الامام أمير المؤمنين أن يخرج إلي الناس ويعلن لهم بتنفيذ طلباتهم ففعل عثمان ذلك فأعطاهم عهد الله وميثاقه أن يسير فيهم بكتاب الله وسنة نبيه، وان يوفر لهم الفئ ولا يؤثر به أحدا من أقربائه، وقفل المصريون راجعين إلي بلادهم.