بازگشت

الثورة


وكانت الثورة نتيجة للنضج الاجتماعي واصلاحية إلي حد كبير - كما


يقول العلائلي - [1] ، فقد شاع التذمر، وعم السخط، وأخذت المجالس والاندية تتحدث عن مظالم عثمان، واستبداده بشؤون المسلمين، وتنكيله بخيار المسلمين، وقد اجتمع أهل الحل والعقد فراسلوا جميع الامصار يستنجدون بهم، ويطالبونهم بارسال الجيوش للقيام بقلب الحكم القائم، وهذا نص مذكرتهم لاهل مصر: " من المهاجرين الاولين وبقية الشوري إلي من بمصر من الصحابة والتابعين، أما بعد: ان تعالوا الينا، وتداركوا خلافة رسول الله (ص) قبل أن يسلبها أهلها فان كتاب الله قد بدل، وسنة رسوله قد غيرت، واحكام الخليفتين قد بدلت، فنشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله، والتابعين باحسان الا أقبل الينا، وأقيموا الحق علي المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم، وفارقكم عليه الخلفاء، غلبنا علي حقنا، واستولي علي فيئنا، وحيل بيننا وبين أمرنا، وكات الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة، وهي اليوم ملك عضوض من غلب علي شئ أكله " [2] .

وحفلت هذه المذكرة بذكر الاحداث الخطيرة التي ارتكبتها حكومة عثمان هي: 1 - تبديل كتاب الله، وإلغاء احكامه، ونبذ نصوصه. 2 - تغيير سنة النبي (ص) واهمال تشريعاته الاقتصادية والاجتماعية. 3 - تبديل احكام الخليفتين. 4 - استئثار السلطة بالفئ وانفاقها علي رغباتها ومصالحها الخاصة.


5 - صرف الخلافة الاسلامية عن مفاهيمها الخيرة إلي ملك عضوض لا يعني بأهداف الامة. وتحفز الاخيار والمصلحون إلي ارسال الوفود إلي يثرب للاطلاع علي أوضاع الخليفة والتعرف علي شؤونه.


پاورقي

[1] الامام الحسين (ص 66).

[2] الامامة والسياسة 1 / 35.