بازگشت

كلمة الامام اميرالمؤمنين


ووقف الامام امير المؤمنين علي أبي ذر فودعه، وقد غامت عيناه بالدموع وألقي عليه هذه الكلمات التي حددت أبعاد شخصيته قائلا له: " يا أبا ذر انك غضبت لله فارج من غضبت له، إن القوم خافوك علي دنياهم، وخفتهم علي دينك، فاترك في أيديهم، ما خافوك عليه، واهرب بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلي ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا، والاكثر حسدا؟ ولو أن السماوات والارض كانتا علي عبد رتقا، ثم اتقي الله لجعل الله منهما مخرجا، لا يؤنسك الا الحق، ولا يوحشك إلا الباطل، فلو قبلت دنياهم لاحبوك، ولو قرضت منها لآمنوك.. ". وألقت هذه الكلمات الاضواء علي ثورة أبي ذر، وأنها كانت من أجل الحق ومن اجل المبادئ العليا التي جاء بها الاسلام، وقد خافه القوم علي دنياهم وخافوه من اجل نهبهم لثروات الامة، وتلاعبهم باقتصادها ومقدراتها، وقد مجد الامام في أبي ذر هذه الروح الطيبة، وطلب منه أن يهرب بدينه ليكون بمنجاة من شرور القوم وآثامهم، فانه هو الرابح في آخرته والسعيد يوم يلقي الله، وهم الخاسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها خالدون.