بازگشت

ابوذر


وأبوذر صاحب رسول الله (ص) وخليله، وهو أقدم أصحابه الذين سبقوا للاسلام، وكان أزهد الناس في الدنيا، واقلهم احتفالا بمنافعها، وكان رسول الله (ص) يأتمنه حين لا يأتمن أحدا من أصحابه ويسر اليه حين لا يسر إلي أحد [1] وهو احد الثلاثة الذين احبهم الله وأمر نبيه بحبهم كما انه أحد الثلاثة [2] الذين تشتاق لهم الجنة [3] .

ولما حدثت الفتن أيام عثمان واستأثر بنو امية بمنافع الدولة وخيرات


البلاد، وقف أبوذر موقف المسلم المؤمن بدينه فاخذ يندد بسياسة عثمان ويدعوه إلي ان يضع حدا للتدهور الاجتماعي، وقد نهاه عثمان فلم ينته وانطلق يوالي انكاره فكان يقف امام الذين منحهم عثمان بالثراء العريض ويتلو قول الله تعالي: " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " وغاظ ذلك مروان بن الحكم الذي تكدست عنده الاموال الضخمة التي وهبها له عثمان، وقد ضاق ذرعا بأبي ذر فشكاه إلي عثمان فارسل اليه ينهاه عن ذلك فابي أبوذر وقال: " أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله؟... فوالله لان أرضي الله بسخط عثمان أحب الي وخير لي من أن أسخط الله برضاه... ". والتاع عثمان وضاق ذرعا بأبي ذر ولكنه كظم غيظة، وراح يفتش عن الوسائل التي يقضي بها علي خصمه.


پاورقي

[1] کنز العمال 8 / 15.

[2] الثلاثة الذين تشتاق لهم الجنة: الامام علي وأبوذر وعمار.

[3] مجمع الزوائد 9 / 330.