بازگشت

الجبهة المعارضة


ونقم المسلمون علي عثمان، واشتد خيارهم وصلحاؤهم في معارضته وقد أنكروا عليه ايثاره لبني امية وآل أبي معيط، وحملهم علي رقاب المسلمين، ومنحهم خيرات البلاد ووظايف الدولة، مع امعانهم في الظلم والجور، وهو لم يحرك ساكنا تجاههم، وكان يقابل المعارضين بالشتم والاحتقار. أما الجبهة المعارضة فكانت مختلفة الاتجاه بين اليمين واليسار فطلحة والزبير وعائشة ومن ينتمي اليهم لم يكن الغرض من نقمتهم عليه المطالبة بالاصلاح الاجتماعي وان تظاهروا بذلك لاغراء البسطاء والسذج، وانما


غرضهم الوصول إلي كرسي الحكم والاستيلاء علي السلطة، والظفر بنعم البلاد. أما الطائفة الاخري من المعارضة فكانت تضم أعلام الاسلام، وحماة الدين أمثال عمار بن ياسر، وأبي ذر، و عبد الله بن مسعود، ونظرائهم من الذين صدقوا ما عاهدوا عليه الله، وأبلوا في سبيل هذا الدين بلاءا حسنا، فرأوا أن حكومة عثمان قد أماتت السنة وأحيت البدعة، ورأوا صادقا يكذب، واثرة بغير حق - كما يقولون - فطالبوا عثمان بتغيير سلوكه وان يتبع الهدي، ويسير بين المسلمين بالحق فلم يعن بهم ولو انه استجاب لنصحهم لجنب الامة كثيرا من الفتن والمصاعب.